قال الماوردي : أما أول وقت الصبح فهو طلوع الفجر ، والفجر هو ابتداء تنفس الصبح ، قال الله تعالى : والصبح إذا تنفس [ التكوير : 18 ] ، وقال الشاعر :
حتى إذا الصبح لها تنفسا وانجاب عنها ليلها وعسعسا
[ ص: 29 ] وسمي فجرا : لانفجار الضوء منه ، وهو فجران : فالأول أزرق يبدو مثل العمود طولا في السماء له شعاع ثم يهمد ضوؤه ثم يبدو بياضالثاني بعده عرضا منتشرا في الأفق ، قال الشاعر :
وأزرق الفجر يبدو قبل أبيضه      وأول الغيث قطر ثم ينسكب  
وروى سوادة بن حنظلة عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال ولكن الفجر المستطيل في الأفق فدل هذان الحديثان على افتراق حكم الفجرين وتعليق الحكم في الصلاة والصيام بالثاني منهما دون الأول ، والعرب تسمي الأول الفجر الكذاب ، لأنه يزول ولا يثبت ، وتسمي الفجر الثاني الفجر الصادق ، لأنه صدقك عن الصبح قال أبو ذؤيب :
شغف الكلاب الضاريات فؤاده      فإذا بدا الصبح المصدق يفزع  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					