الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما الطيب فتمنع المعتدة في إحدادها من استعمال جميعه من ذي لون في بخور وطلي : لأنه زينة ، ولأنه يحرك الشهوة ، ويستوي في حظره المعتدة والمحرمة : لأنه يزيل شعث المحرمة ، ويحدث الزينة في المعتدة فإن أرادت المعتدة أن تتطيب فيما خفي من جسدها لم يجز بخلاف الخضاب ؛ لأن الطيب رائحته تظهر فتحرك الشهوة بخلاف الخضاب ، وهكذا لو أرادت أن تتطيب ليلا دون النهار ولم يجز ؛ لأنه [ ص: 280 ] يحرك شهوتها وإن لم يحرك شهوة غيرها ، والخضاب لا يحرك إلا شهوة غيرها فافترقا . فأما المبتوتة في العدة فالطيب محظور عليها إن وجب الإحداد عليها ، وفي حظره إن لم يجب الإحداد عليها وجهان : أحدهما : لا يحرم كما لا يحرم غيره من محظورات الإحداد . والوجه الثاني : يحرم عليها لاختصاصه من بين محظورات الإحداد بتحريك شهوتها وشهوة الرجال لها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية