الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10401 وعن أنس بن مالك قال :

                                                                                            كان رجل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا رجع وحط عن راحلته عمد إلى مسجد الرسول ، فجعل يصلي فيه ، فيطيل الصلاة حتى جعل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرون أن له فضلا عليهم . فمر يوما ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد في أصحابه ، فقال له بعض أصحابه : يا رسول الله ، هو ذاك الرجل ، فإما أرسل إليه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وإما جاء من قبل نفسه ، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقبلا ، قال : " والذي نفسي بيده ، إن بين عينيه سفعة من الشيطان " . فلما وقف على المجلس ، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أقلت في نفسك حين وقفت على المجلس : ليس في القوم خير مني ؟ " . قال : نعم ، ثم انصرف فأتى ناحية من المسجد فخط خطا برجله ، ثم صف كعبيه فقام يصلي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أيكم يقوم إلى هذا فيقتله ؟ " . فقام أبو بكر ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أقتلت الرجل ؟ " فقال : وجدته يصلي فهبته .

                                                                                            فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أيكم يقوم إلى هذا فيقتله ؟ " فقال عمر : أنا ، وأخذ السيف فوجده يصلي فرجع . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر : " أقتلت الرجل ؟ " . فقال : يا رسول الله ، وجدته يصلي فهبته .

                                                                                            فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أيكم يقوم إلى هذا فيقتله ؟ " . قال علي : أنا ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنت له إن أدركته " . فذهب علي فلم يجده ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أقتلت الرجل ؟ " . قال : لم أدر أين سلك من الأرض .

                                                                                            فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن هذا أول قرن خرج في أمتي " .

                                                                                            قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لو قتلته - أو قتله - ما اختلف في أمتي اثنان ، إن بني إسرائيل تفرقوا على إحدى وسبعين فرقة ، وإن هذه الأمة - يعني أمته - ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا فرقة واحدة " . قلنا : يا نبي الله ، من تلك الفرقة ؟ قال : " الجماعة
                                                                                            " .

                                                                                            قال يزيد الرقاشي : فقلت لأنس : يا أبا حمزة ، فأين الجماعة ؟ قال : مع أمرائكم مع أمرائكم .

                                                                                            رواه أبو يعلى . ويزيد الرقاشي ضعفه الجمهور ، وفيه توثيق لين ، وبقية رجاله رجال الصحيح .

                                                                                            وقد صح قبله حديث أبي بكرة ، وأبي سعيد .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية