الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      معنى قوله: {وأزلفت} : قربت، و {وبرزت} : أظهرت.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى {فكبكبوا} : قلبوا على رؤوسهم.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس: المعنى: جمعوا، فطرحوا في النار.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: (كبكبوا ) : هووا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: أصلها: (كببوا ) ; فأبدلت الباء كافا; كراهة التضعيف.

                                                                                                                                                                                                                                      السدي: الضمير في (كبكبوا ) : لمشركي قريش، و {الغاوون} : الآلهة، و وجنود إبليس : من كان من ذريته، وقيل: كل من دعاه إلى عبادة (الأصنام، فاتبعه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إذ نسويكم برب العالمين أي: نعبدكم كما نعبده ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم : قال ابن جريج: أي: مالنا من شافعين من الملائكة، ولا صديق حميم من الناس.

                                                                                                                                                                                                                                      و (الحميم ) : الخاص، ومنه: (حامة الرجل ) ، كأنه الذين يحرقهم ما أحرقه

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 65 ] من الحميم; وهو الماء الحار.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون يعنون: أقلاء الناس، وأوضاعهم، قال مجاهد وقتادة: يعنون: الحاكة، وقيل: أهل الصناعات الدنيئة; كالحاكة، والحجامين، ونظرائهم، فأعلم الله تعالى أن الصناعات ليست بضائرة في الدين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قال وما علمي بما كانوا يعملون : (أي: إنما لي ظاهرهم، وقيل: إن (كان ) زائدة; والمعنى: وما علمي بما يعملون ؟ ) .

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى من المرجومين : من المشتومين، وقيل: من المرجومين بالحجارة.

                                                                                                                                                                                                                                      الفلك المشحون : المملوء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أتبنون بكل ريع آية تعبثون : (الريع ) : المرتفع من الأرض،

                                                                                                                                                                                                                                      و (الريع ) : الطريق، وهو قول قتادة.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: (الريع ) : الثنية الصغيرة، وعنه أيضا: بروج الحمام.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 66 ] ومعنى {تعبثون} : تلعبون، عن ابن عباس.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وتتخذون مصانع أي: حصونا مشيدة، عن مجاهد.

                                                                                                                                                                                                                                      سفيان: مصانع الماء، وواحدها: (مصنعة ) ، و (مصنع ) ، قاله الزجاج.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبيدة: يقال لكل بناء: (مصنعة ) ، و (مصنعة ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لعلكم تخلدون أي: كي تخلدوا، وقيل: هو استفهام بمعنى التوبيخ.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإذا بطشتم بطشتم جبارين : قال ابن عباس: (البطش ) : العسف قتلا بالسيف، وضربا بالسوط، ومعنى ذلك: فعلهم إياه ظلما.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن: هو بطش الجبرية بالبادرة من غير تثبت.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن هذا إلا خلق الأولين أي: دينهم، عن ابن عباس.

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة: عادتهم في أنهم يحيون ويموتون.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {خلق الأولين} ; فمعناه: اختلاقهم; أي: كذبهم، وقيل: المعنى:

                                                                                                                                                                                                                                      خلق أجسام الأولين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ونخل طلعها هضيم : (الهضيم ) : اللطيف في جسمه، ومنه: (هضيم الحشا ) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 67 ] ابن عباس: قد أينع وبلغ.

                                                                                                                                                                                                                                      الضحاك: قد ضمر بركوب بعضه بعضا.

                                                                                                                                                                                                                                      عكرمة: رطب لين.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: المعنى: أنه إذا مس تفتت.

                                                                                                                                                                                                                                      (الزهري: الرخص اللطيف أول ما يخرج; وهو الطلع النضيد ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هو (فعيل ) بمعنى: (فاعل ) ، ومعنى (هاضم ) : مريء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إنما يقال للطلع: (هضيم ) قبل أن يتفتح.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: منه ما قد أرطب، ومنه مذنب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين أي: أشرين بطرين، عن ابن عباس، وقاله مجاهد، وروي عنه أيضا: شرهين.

                                                                                                                                                                                                                                      الضحاك: كيسين، الحسن: آمنين، قتادة: معجبين، ابن زيد: أقوياء،

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: معناه مرحين.

                                                                                                                                                                                                                                      و {فارهين} و {فرهين} في قول أبي عبيدة وغيره سواء.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 68 ] وروي عن ابن عباس، وأبي صالح، وغيرهما: أن معنى {فارهين} بالألف:

                                                                                                                                                                                                                                      حاذقين.

                                                                                                                                                                                                                                      عبد الله بن شداد: معنى {فرهين} : متجبرين.

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا إنما أنت من المسحرين : هو من (السحر ) في قول مجاهد وقتادة.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس: المعنى: من المخلوقين; أي: بشر لك سحر; أي: رئة، وتقدم ذكر ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: إنما أنت من المعللين بالطعام والشراب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم : قال مجاهد: يعني: الفرج.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: بل أنتم قوم عادون أي: متجاوزون في الظلم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قال إني لعملكم من القالين أي: المبغضين.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في {الغابرين} ، وفي جميع ما لم أذكره من القصص.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين : قال مجاهد: {الجبلة} : الخليقة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة : قال ابن عباس: أصابهم حر شديد،

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 69 ] فأرسل الله سحابة، فهربوا إليها; ليستظلوا بها، فلما صاروا تحتها; صيح بهم، فهلكوا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: خرجوا إلى الغيضة يستظلون بها، فأضرمها الله عليهم نارا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: نزل به الروح الأمين يعني: جبريل (عليه السلام ) ، على قلبك أي: يتلوه عليك، فيعيه قلبك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإنه لفي زبر الأولين أي: وإن ذكر نزوله لفي زبر الأولين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل : قال مجاهد: يعني: ابن سلام، وقيل: كل من علمه، وأقر بصحته منهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولو نزلناه على بعض الأعجمين : (الأعجم) : الذي يمتنع لسانه من العربية وإن كان عربيا، ونقيضه: (الفصيح ) ، و (أعجمي ) : منسوب إليه، و (العجمي ) : الذي أصله من العجم وإن كان فصيحا، ونقيضه: (العربي) ،

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى الآية: ولو نزلنا القرآن على بعض البهائم التي لا تنطق، فنطقت به; لما آمنوا به.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية