الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ولو قطعه من الكوع ) بضم أوله ويسمى كاعا ، وهو ما يلي الإبهام من المفصل ، وما بين الخنصر كرسوع وما يلي إبهام [ ص: 286 ] الرجل من العظم هو البوع وأما الباع فهو مد اليد يمينا وشمالا ( فليس له التقاط أصابعه ) ولا أنملة منها لتمكنه من القطع من محل الجناية ( فإن فعله عزر ) لعدوله عن حقه مع تمكنه منه ( ولا غرم ) عليه لاستحقاقه إتلاف الجملة ( والأصح أن له قطع الكف بعده ) ; لأنه من جملة حقه وإنما لم يمكن من قطعه من قطع من نصف ساعده فلقط أصابعه ; لأنه لا يصل بالتمكين لتمام حقه لبقاء فضلة من الساعد لم يأخذ في مقابلتها شيئا فلم يتم له التشفي المقصود بخلافه هنا ، ولو عفي عن الكف للحكومة لم يجب لاستيفائه الأصابع المقابلة للدية الداخل فيها الكف كما لا يجاب من قطع يدي الجاني إلى دية نفسه لاستيفائه مقابلها .

                                                                                                                            والثاني لا ; لأنه أخذ ما يقابل الدية وزاد ألما

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : من المفصل ) بيان لما وقضيته أن المسمى بالكوع هو جزء المفصل الذي يقرب من الإبهام ، وعبارة الزيادي : وهو العظم الذي يلي الإبهام ا هـ .

                                                                                                                            وبينهما فرق ، وسيأتي عن تثقيف اللسان أنه [ ص: 286 ] طرف الزند فيحمل ما هنا عليه ( قوله هو البوع ) وقال صاحب تثقيف اللسان الكوع رأس الزند مما يلي الإبهام والبوع ما بين طرفي يدي الإنسان إذا مدهما يمينا وشمالا ا هـ سم على منهج ( قوله : من قطعه ) أي الكف والتذكير لغة قليلة والتأنيث هو الكثير فكان الأولى أن يقول من قطعها

                                                                                                                            ( قوله : لم يجب ) أي وعليه فلو فعل ذلك هل يصح العفو مجانا ويلغو قوله على الحكومة أو يلغو العفو ويمكن من القود لقطع الكف ؟ فيه نظر ، والأقرب الثاني

                                                                                                                            ( قوله : إلى دية نفسه ) أي الجاني وقوله : مقابلها أي الدية



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( قوله : ما يلي الإبهام ) أي العظم الذي يلي الإبهام من جهة مفصله ، [ ص: 286 ] واحترز بهذا عما يليه من جانبه الذي هو أصل السبابة ، وعبارة الزيادي : وهو العظم الذي في مفصل الكف مما يلي الإبهام انتهت ، وفيه قول آخر




                                                                                                                            الخدمات العلمية