الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم

وولد سيدنا ونبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول عام الفيل. قيل: بعد الفيل بخمسين يوما.

وقال الزبير: حملت به أمه صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى. وولد صلى الله عليه وسلم في الدار التي تدعى لمحمد بن يوسف أخي الحجاج: يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان. وقيل: بل يوم الاثنين في ربيع الأول لليلتين خلتا منه. قال أبو عمر: وقد قيل: لثمان خلون منه. وقيل: إنه أول اثنين من ربيع الأول. وقيل: لاثنتي عشرة ليلة خلت منه عام الفيل. وقيل: إنه ولد في شعب بني هاشم. وروي عن ابن عباس قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفيل. أخبرناه أبو المعالي أحمد بن إسحاق فيما قرأت عليه، قلت: قال أخبركم الشيخان أبو الفرج الفتح بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد السلام ، وأبو [ ص: 80 ] العباس أحمد بن أبي الحسين بن أبي الفتح بن صرما (ح) قال: وقرأت على الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد الحنبلي الزاهد بسفح قاسيون، قال: قلت له أخبركم أبو البركات داود بن أحمد بن محمد البغدادي، قالوا: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي سماعا عليه، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور، قال أخبرنا أبو الحسين علي بن عمر السكري، قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا حجاج بن محمد ، حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفيل. وعن قيس بن مخرمة قال: ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفيل فنحن [ ص: 81 ] لدان. وقيل: بعد الفيل بشهر، وقيل: بأربعين يوما، وقيل بخمسين يوما. وذكر أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي قال: كان قدوم الفيل مكة لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم. وقد قال ذلك غير الخوارزمي وزاد: يوم الأحد. قال: وكان أول المحرم تلك السنة يوم الجمعة. قال الخوارزمي: وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بخمسين يوما يوم الاثنين لثمان خلت من ربيع الأول، وذلك يوم عشرين من نيسان. قال: وبعث نبينا يوم الاثنين لثمان خلت من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من عام الفيل، فكان من مولده إلى أن بعثه الله أربعون سنة ويوم، ومن مبعثه إلى أول المحرم من السنة التي هاجر فيها اثنتا عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرون يوما، وذلك ثلاث وخمسون سنة تامة من عام الفيل.

وذكر ابن السكن: من حديث عثمان ابن أبي العاص، عن أمه فاطمة بنت عبد الله أنها شهدت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ليلا. فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نور، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول لتقعن علي. ويقال: وضعت عليه جفنة فانفلقت عنه فلقتين فكان ذلك من مبادئ أمارات النبوة في نفسه. وذكر ابن أبي خيثمة ، عن أبي صالح السمان قال: قال كعب: إنا لنجد في كتاب الله: محمد عليه الصلاة والسلام [ ص: 82 ] مولده بمكة. وعن عبد الملك بن عمير قال: قال كعب: إني أجد في التوراة: عبدي أحمد المختار مولده بمكة. وحكى أبو الربيع بن سالم أن بقي بن مخلد ذكر في "تفسيره": أن إبليس لعنه الله رن أربع رنات: رنة حين لعن، ورنة حين أهبط، ورنة حين ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورنة حين نزلت فاتحة الكتاب.

التالي السابق


الخدمات العلمية