الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أخبرتنا السيدة الأصيلة مؤنسة خاتون، بنت السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب، رحم الله سلفها، فيما قرأته عليها، عن عفيفة بنت أحمد بن عبد الله الفارقانية إجازة قالت: أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الصباغ، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف ، حدثنا محمد بن نضر - يعني أبا جعفر الصائغ - ، حدثنا إبراهيم - يعني ابن حمزة - ، حدثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد - عن عبيد الله - يعني ابن عمر - ، عن نافع ، عن ابن عمر، أن عمر بن الخطاب قال لأخيه زيد بن الخطاب يوم أحد: خذ درعي هذا يا أخي، فقال له: إني أريد من الشهادة مثل ما تريد، فتركاها جميعا.

قال ابن إسحاق: ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة ، فقال: "اغسلي عن هذا دمه يا بنية، فوالله لقد صدقني اليوم" وناولها علي بن أبي طالب سيفه، وقال: وهذا فاغسلي عنه دمه، فوالله لقد صدقني اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لئن كنت [ ص: 38 ] صدقت القتال، لقد صدق معك سهل بن حنيف ، وأبو دجانة".

وروينا عن ابن عقبة: ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف علي مختضبا دما، قال: "إن تكن أحسنت القتال، فقد أحسن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، والحارث بن الصمة ، وسهل بن حنيف" ، ثم قال: "أخبروني عن الناس ما فعلوا وأين عامتهم؟" ثم قال: "إن المشركين لن يصيبوا منا مثلها حتى نتيحهم" .

ومثل المشركون يومئذ بقتلى المسلمين، إلا ما كان من حنظلة بن أبي عامر، فإن أباه كان معهم، فلذلك لم يمثلوا به، ذكره ابن عقبة وقال: قال سهل بن سعد الساعدي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".

وانهزم قوم من المسلمين، منهم عثمان بن عفان ، وسعد بن عثمان، وأخوه عقبة بن عثمان، من بني زريق، وخارجة بن عامر الأنصاري، ثم عفا الله عنهم، ونزل فيهم: ( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ) قال ابن عقبة: تولوا حتى انتهوا إلى بئر جرم.

التالي السابق


الخدمات العلمية