الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وذكر الواقدي عن النعمان السبئي، قال: وكان من أحبار يهود باليمن، فلما سمع بذكر النبي صلى الله عليه وسلم قدم عليه، فسأله عن أشياء. ثم قال: إن أبي كان يختم على سفر يقول: لا تقرأه على يهود حتى تسمع بنبي قد خرج بيثرب، فإذا سمعت به فافتحه. قال نعمان: فلما سمعت بك فتحت ذلك السفر، فإذا فيه صفتك كما أراك الساعة، وإذا فيه ما تحل وما تحرم، وإذا فيه أنك خير الأنبياء، وأمتك خير الأمم، واسمك أحمد صلى الله عليك [ ص: 132 ] وسلم، وأمتك الحمادون، قربانهم دماؤهم، وأناجيلهم صدورهم، لا يحضرون قتالا إلا وجبريل معهم، يتحنن الله إليهم كتحنن الطير على أفراخه، ثم قال لي: إذا سمعت به فاخرج إليه وآمن به وصدق به، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع أصحابه حديثه، فأتاه يوما فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا نعمان! حدثنا. فابتدأ النعمان الحديث من أوله، فرئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم، ثم قال: أشهد أني رسول الله. ويقال إن النعمان هذا هو الذي قتله الأسود العنسي، وقطعه عضوا عضوا وهو يقول: أشهد أن محمدا رسول الله وأنك كذاب مفتر على الله عز وجل، ثم حرقه بالنار.

التالي السابق


الخدمات العلمية