الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 221 ] كتاب السير

                                                                                                        السير : جمع سيرة ، وهي الطريقة في الأمور . وفي الشرع تختص بسير النبي عليه الصلاة والسلام في مغازيه .

                                                                                                        قال : ( الجهاد ) ( فرض على الكفاية إذا قام به فريق من الناس سقط عن الباقين ) أما الفرضية فلقوله تعالى : { قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة }ولقوله عليه الصلاة والسلام : { الجهاد ماض إلى يوم القيامة }وأراد به فرضا باقيا ، وهو فرض على الكفاية ، لأنه ما فرض لعينه إذ هو إفساد في نفسه ، وإنما فرض لإعزاز دين الله ودفع الشر عن العباد ، فإذا حصل المقصود بالبعض سقط عن الباقين كصلاة الجنازة ورد السلام ( فإن لم يقم به أحد أثم جميع الناس بتركه ) لأن الوجوب على الكل ، ولأن في اشتغال الكل به قطع مادة الجهاد من الكراع والسلاح فيجب على الكفاية ( إلا أن يكون النفير عاما ) فحينئذ يصير من فروض الأعيان لقوله تعالى: { انفروا خفافا وثقالا }الآية .

                                                                                                        وقال في الجامع الصغير : الجهاد واجب إلا أن المسلمين في سعة حتى يحتاج إليهم فأول هذا الكلام إشارة إلى الوجوب على الكفاية وآخره إلى النفير العام ، وهذا لأن المقصود عند ذلك لا يتحصل إلا بإقامة الكل [ ص: 222 ] فيفترض على الكل

                                                                                                        [ ص: 218 - 221 ]

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        [ ص: 218 - 221 ] كتاب السير

                                                                                                        الحديث الأول : قال عليه السلام : { الجهاد ماض إلى يوم القيامة }قلت : أخرجه أبو داود في " سننه " عن يزيد بن أبي نشبة عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ثلاث من أصل الإيمان : الكف عمن قال لا إله إلا الله ، ولا تكفره بذنب ، ولا تخرجه من الإسلام بعمل ، والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال ، لا يبطله جور جائر ، ولا عدل عادل ، والإيمان بالأقدار }انتهى .

                                                                                                        وبقية السند : حدثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية ثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن أبي نشبة به ، قال المنذري في " مختصره " : يزيد بن أبي نشبة في معنى المجهول ، وقال عبد الحق : يزيد بن أبي نشبة هو رجل من بني سليم ، لم يرو عنه إلا جعفر بن برقان ، انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية