الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
865 - أنبأ محمد بن الحسن أبو طاهر ، ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي ، (ح) وأنبأ أحمد بن محمد بن إبراهيم ، ثنا موسى بن عيسى الطوسي ، قال : ثنا الحسين بن محمد المروذي ، ثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن قتادة ، ثنا أنس بن مالك ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " يجمع المؤمنون يوم القيامة فيهتمون لذلك ، يقولون : لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا . قال : فينطلقون حتى يأتون آدم عليه السلام ، فيقولون : يا آدم أنت أبو الناس خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك أسماء كل شيء ، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا . قال : فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب من أكل الشجرة ، ائتوا نوحا ، فإنه أول رسول بعثه الله فيأتون نوحا عليه السلام ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب من سؤال الله ما ليس له به علم ، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن عز وجل ، فيأتون إبراهيم ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر كذباته الثلاث : قوله إني سقيم ، وقوله : فعله كبيرهم هذا ، وقوله لامرأته : أخبريه أني أخوك فإني سأخبر أنك أختي فإنا إخوان في كتاب الله ، ليس في الأرض مؤمنان غيرنا ، قال : يقول إبراهيم : ولكن ائتوا موسى عليه السلام الذي كلم الله عز وجل وأعطي التوراة . قال : فيأتون موسى ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب من قتل الرجل ، ولكن ائتوا عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله كلمة الله وروحه . فيأتون عيسى عليه السلام ، فيقول : لست هناكم ، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي : ارفع محمد ، قل نسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، فأرفع رأسي فأحمد ربي بحمد يعلمنيه ، ثم أشفع ، فيحد لي حدا ، فأخرجه من النار وأدخله الجنة ، ثم أعود إلى ربي عز وجل الثانية ، فإذا [ ص: 837 ] رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقال لي : ارفع رأسك محمد ، وقل نسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، فأرفع رأسي فأحمد ربي بحمد يعلمنيه ، ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجه من النار وأدخله الجنة ، ثم أعود إلى ربي الثالثة ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي : ارفع رأسك محمد ، قل نسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، فأرفع رأسي فأحمد ربي بحمد يعلمنيه الله ثم أشفع ، فيحد لي حدا فأخرجه من النار وأدخله الجنة ، قال : ثم أعود إلى ربي الرابعة ، فأقول : يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ، يقول : أوجب عليه الخلود . وقال : ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) . رواه يونس المؤدب ، وروى هذا الحديث حماد ، عن ثابت ، عن أنس بطوله . ا هـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية