الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1027 - وأخبرنا إبراهيم بن محمد بن صالح القنطري ، ثنا محمد بن العباس بن الفرج الدمشقي ، ثنا محمد بن المبارك ، ثنا يحيى بن حمزة ، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن يحيى بن جابر ، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي ، يقول : (ح) وأخبرنا حمزة بن محمد الكناني ، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي ، (ح) وأخبرنا محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن شاذان ، قال : ثنا علي بن حجر ، ثنا الوليد بن مسلم ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني يحيى بن جابر ، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، حدثني أبي أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي ، يقول : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال . قال : وثنا أحمد بن سهل النيسابوري ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا صدقة بن خالد ، ويحيى بن حمزة ، والوليد بن مسلم قالوا : ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني يحيى بن جابر الطائي ، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، حدثني أبي أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي ، يقول : [ ص: 933 ] ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظننا أنه في طائفة النخل ، فلما رحنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف ذلك فينا ، فقال : " ما شأنكم ؟ " . فقلنا : يا رسول الله ، ذكرت الدجال غداة فخفضت ورفعت حتى ظننا أنه في طائفة النخل . فقال : " غير الدجال أخوفني عليكم ، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم . إنه شاب قطط عينه طافية كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن ، فمن رآه منكم فليقرأ فواتح سورة الكهف ، إنه يخرج من خلة بين العراق ، والشام ، فعاث يمينا ، وعاث شمالا يا عباد الله فاثبتوا " . قلنا : يا رسول الله وما لبثه في الأرض ؟ ، قال : " أربعون يوما : يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم هذه " .

قلنا : يا رسول الله ، فذلك اليوم كسنة أيكفينا فيه صلاة يوم ؟ ، قال : " لا ، اقدروا له قدره " . قلنا : يا رسول الله فما إسراعه في الأرض ؟ ، قال : " كالغيث استدبرته الريح ، فيأتي القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له ، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما [ ص: 934 ] كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيعيث أموالهم فيصبحون ممحلين ما بأيديهم شيء ، ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فينطلق يتبعه كنوزها كيعاسيب النحل .

ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف يقطعه جزلتين رمية الغرض ، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه ، فبينما هو كذلك إذ بعث الله عز وجل المسيح عيسى ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، فإذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ، ولا يحل لكافر أن يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه حتى يدركه عند باب لد فيقتله ، ثم يأتي نبي الله عيسى ابن مريم قوما قد عصمهم الله منه فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ، فبينما هم كذلك إذ أوحى إليه : يا عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور . ويبعث الله عز وجل [ ص: 935 ] يأجوج ، ومأجوج وهم كما قال الله : ( من كل حدب ينسلون ) . فيمر أوائلهم على بحيرة الطبرية فيشربون ما فيها . فيمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء . ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور يومئذ خيرا لأحدهم من مائة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب نبي الله عيسى إلى الله فيرسل عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة . ويهبط نبي الله عيسى وأصحابه فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم ودماؤهم ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله عليهم طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ، ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرك ودري بركتك . فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة فتشبعهم ويستظلون بقحفها ويبارك الله في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل تكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر تكفي القبيلة ، واللقحة من الغنم تكفي الفخذ . فبينما هم [ ص: 936 ] كذلك إذ بعث الله عز وجل ريحا طيبة تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم ويبقى سائر الناس فيتهارجون كما يتهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة " . ا هـ زاد علي بن حجر بعد قوله : " كان بهذه مرة ماء ، ثم يسيرون حتى ينتهون إلى جبل الخمر وهو جبل بيت المقدس فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض ، هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما
" . ا هـ رواه بشر بن بكر . ا ه .

وأخبرنا عبد الواحد بن أبي الخصيب بتنيس ، ثنا الحسين بن منصور المصيصي ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن أبيه ، قال : وحدثني يحيى بن جابر الطائي ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن النواس بن سمعان ، قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الدجال ، فذكره . ا هـ / 50

التالي السابق


الخدمات العلمية