الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
38 - أخبرنا محمد ، أنبا أحمد بن الحسن ، أنبأ أبو علي بن شاذان ، أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد ، أنبأ أحمد بن محمد بن عيسى البرتي ، ثنا يحيى يعني الحماني ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله ملائكة سياحين في الأرض ، فضلا عن كتاب الناس ، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تعالى نادوا : [ ص: 134 ] هلموا إلى بغيتكم ، فيحفون بهم ، (يعني) فإذا تفرقوا صعدوا إلى السماء ، فيقول الله تبارك وتعالى : أي شيء تركتم عبادي يصنعون ، فيقولون : تركناهم يحمدونك ، ويمجدونك ، ويذكرونك ، فيقول : وهل رأوني ؟ فيقولون : لا ، فيقول : وكيف لو رأوني ؟ فيقولون : لو رأوك كانوا لك أشد تحميدا وتمجيدا ، وذكرا ، فيقول : فأي شيء يطلبون ؟ فيقولون : يطلبون الجنة ، فيقول : وهل رأوها ؟ فيقولون : لا ، فيقول : فكيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها كانوا أشد طلبا لها وأشد حرصا ، فيقول : من أي شيء يتعوذون ؟ فيقولون : يتعوذون من النار ، فيقول : وهل رأوها ؟ فيقولون : لا ، فيقول : فكيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد منها هربا ، وأشد منها تعوذا وخوفا ، فيقول : فإني أشهدكم أني قد غفرت لهم ، فيقولون : فيهم فلان الخطاء لم يردهم ، إنما جاء لحاجة ، فيقول : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم مرتين .

التالي السابق


الخدمات العلمية