الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
91 - (أخبرنا الشيخ الزكي أبو علي الحسن بن سلامة بن محمد الحراني ، قال : أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي الرقي ، قال : أخبرنا) شيخ الإسلام أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري ، قال : [ ص: 176 ] أخبرنا الزاهد أحمد بن عاصم الموصلي ، (ثنا) أبو القاسم علي بن القاسم المقري بالموصل ، قال : كتبت من كتاب ابن هشام البلدي : بسم الله الرحمن الرحيم - هذا ما وصى به إدريس الشافعي . ح

(قال شيخ الإسلام) : وأخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن سهل بن خليفة (بن الصباح البلدي) ، قال : حدثني جدي محمد بن الحسن بن سهل بن خليفة ، ثنا أبو علي الحسين بن هشام بن عمر البلدي ، قال : هذه وصية محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه : أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله (وحده) وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، وأنه يؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، لا نفرق بين أحد من رسله ، و إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأن الجنة حق ، و (أن) النار حق ، وأن عذاب القبر والحساب ، والميزان والصراط حق ، وأن الله يجزي العباد بأعمالهم ، عليه أحيا (وعليه) أموت ، وعليه أبعث إن شاء الله ، وأشهد أن الإيمان قول وعمل ومعرفة بالقلب ، يزيد وينقص وأن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ، وأن الله عز وجل يرى في الآخرة ، ينظر إليه المؤمنون عيانا ، [ ص: 177 ] جهارا ، ويسمعون كلامه ، (وأنه) فوق العرش ، وأن القدر خيره وشره من الله عز وجل ، لا يكون إلا ما أراد الله (عز وجل) وقضاه وقدره ، وأن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي (بن أبي طالب) ، رضوان الله عليهم أجمعين ، وأتولاهم ، وأستغفر لهم ، ولأهل الجمل وصفين ، القاتلين والمقتولين ، وجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أجمعين .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [ ص: 178 ] [ ص: 179 ] والسمع والطاعة لأولي الأمر ما داموا يصلون ، والولاة لا يخرج عليهم بالسيف ، والخلافة في قريش ، وأن قليل ما أسكر كثيره خمر ، والمتعة حرام ، وأوصي بتقوى الله عز وجل ، ولزوم السنة ، والآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ ص: 180 ] (وأصحابه) ، وترك البدع والأهواء ، واجتنابها ، واتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، فإنها وصية الأولين والآخرين ، وإن من يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ، واتقوا الله ما استطعتم ، وعليكم بالجمعة والجماعة ، ولزوم السنة والإيمان ، والتفقه في الدين ، ومن حضرني منكم فليلقني لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وتعاهدوا الأظفار والشارب قبل الوفاة إن شاء الله ، وإذا حضرت فإن كانت عندي حائض فلتقم ، وليدخنوا عند فراشي .

التالي السابق


الخدمات العلمية