الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
5 - أخبرنا أبو الفتح (محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان) أنبأ (أبو الفضل) أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنبأ أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد زياد القطان أنبأ أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم (بن زياد) الديرعاقولي ثنا رجاء بن محمد البصري ، ثنا عمران بن خالد بن طليق حدثني أبي عن أبيه عن جده قال : [ ص: 76 ] اختلفت قريش إلى الحصين أبي عمران ، فقالوا : إن هذا الرجل يذكر آلهتنا ، فنحن نحب أن تكلمه وتعظه ، فمشوا معه إلى قريب من باب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فجلسوا ودخل حصين ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال : أوسعوا للشيخ ، فأوسعوا له ، وعمران وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متوافرون ، فقال حصين : ما هذا الذي يبلغنا عنك أنك تشتم آلهتنا وتذكرهم ، وقد كان أبوك جفنة وخبزا . فقال : (إن أبي وأباك في النار) ، يا حصين كم إلها تعبد اليوم ؟ قال : سبعة في الأرض وإلها في السماء . قال : فإذا أصابك الضيق فمن تدعو ؟ قال : الذي في السماء ، قال : فإذا هلك المال فمن تدعو ؟ قال الذي في السماء . قال : فيستجيب لك وحده وتشركهم معه ؟ ! قال : أما (رضيته) أو كلمة نحوها ، أو تخاف أن يغلب عليك ؟ قال : لا واحدة من هاتين ، وعرفت أني لم أكلم مثله . فقال : يا حصين ، أسلم تسلم ، قال : إن لي قوما (وعشيرة) فماذا أقول لهم ؟ قال : قل : اللهم إني أستهديك لأرشد أمري ، وأستجيرك من شر نفسي ، علمني ما ينفعني ، وانفعني بما علمتني ، وزدني علما ينفعني ، فقالها ، فلم يقم حتى أسلم ، فوثب عمران فقبل رأسه ويديه ورجليه ، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بكى ، فقيل له : يا رسول الله ، ما يبكيك ؟ قال : مما صنع عمران ، دخل حصين وهو مشرك فلم يقم إليه ولم يلتفت إلى ناحيته ، فلما أسلم قضى حقه ، فدخلني من ذلك رقة ، فلما أراد أن ينصرف حصين قال النبي صلى الله عليه وسلم : قوموا فشيعوه إلى منزله ، فلما خرج من سدة الباب [ ص: 77 ] نظرت إليه قريش فقالت : صبأ وتفرقوا عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية