الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            دور القيادة في إدارة الأزمة

            سلوى حامد الملا

            المبحث الثاني

            وظائف وأدوار القيادة السياسية

            يمثل القائد السياسي محور العملية السياسية والظاهرة القيادية؛ لأنه من ناحية أولى، يشغل قمة النظام السياسي، وعليه من ناحية ثانية، أن يؤدي عدة وظائف لها آثار مهمة في حياة وتطور النظام والمجتمع السياسي.

            - أولا: أهم الوظائف والأدوار:

            من أهم وظائف وأدوار القيادة السياسية:

            1 - القائد كأداة للتغيير المجتمعي:

            المقصود بذلك دور القائد في تغيير المجتمع بمعناه الواسع، أي التنمية الشاملة. ويرتبط ذلك الدور بوظيفة القائد في تحديد أهداف وسياسة المجتمع وصنع القرارات. وهنا، تبرز أهمية اتصاف القائد بالبراعة في تقويم المواقف وحسن التوقيت عند اتخاذ القرارات وإجادة اختيار الأعوان.

            2- القائد أداة للتخطيط ومبتكر الخطط:

            من المطلوب لأي تغيير، يستهدف تحقيق الأهداف والقيم العليا للمجتمع، أن يستند إلى التخطيط، بمعنى تحديد الأهداف وترتيبها وتقدير [ ص: 99 ] المواقف وأبعادها وعناصرها، وتحديد عناصر القوة والضـعف في المجتمـع، وتحديد المسائل الملائمة للتحرك، فالقائد هو المسـؤول عن صياغة الأهداف والآمال للجماعة [1] .

            وفي هذا الصدد، يستعين القائد بأهل العلم والخبرة والاختصاص، حتى يكون مختصا وقادرا على أن يقدم للجماعة القدرات والمعلومات، ويأخذ في اعتباره ردود أفعال الجماهير إزاء الخطط والسياسات، التي اتخذها، وما سوف تؤدي إليه من توقعات ومطالب جديدة، وأن يهتم بخلق التفاعل والتجاوب مع الجماهير لضمان مشاركتها والتزامها بمساندة وتنفيذ هذه الخطط والسياسات [2] .

            3- القائد هو الحكم في الصراعات المختلفة:

            وفي هذا الدور يسعى القائد لحسم الخلافات المتعددة بين عناصر الجماعة، والتوفيق بينهم.

            وهنا يجب على القائد أن ينظر إلى نفسه على أنه يعلو الجميع، وحتى إذا وصل إلى السلطة اعتمادا على فئة أو طبقة أو طائفة أو حزب معين، فبمجرد وصوله إلى السلطة وتسلمه القيادة، يجب أن يتخذ موقف الحياد بين الصراعات المختلفة. [ ص: 100 ]

            4- القائد أنموذج للمثالية الاجتماعية:

            يرتبط هذا الدور بالقيم...

            فعلى القائد أن يمثل بالنسبة للنخبة السياسية وللمجتمع المحكوم أنموذجا وقدوة سلوكية، بحيث يعبر في سلوكه العام والخاص عن القيم والمبادئ الأخلاقية، التي يتمناها المجتمع في أفراده، وبالأحرى، في قائده، مثل: القائد العسكري، الذي يتقدم جيشه، والقائد الديني، الذي يعيش في زهد وقناعة [3] .

            5- وظيفة القائد كرمز للجماعة والمجتمع:

            فهو المعبر عن آمال المجتمع وأمانيه، وشرفه وكرامته، هذا الدور عادة ما يرتبط بنمط القائد البطل الزعيم، الجماهيري، الكاريزمي.

            ولكن في أحوال أخرى كالحروب، عندما يسقط هذا القائد في المعركة، فإن ذلك يعني بداية الهزيمة، وتلقي الجماهير على عاتقه مسؤولية الإخفاق.

            6- دور القائد في خلق الشعور بالثقة والاطمئنان والكرامة وتقدير الذات:

            وهو دور يخلقه القائد في نفس الفرد العادي في مواجهة ما يعاني منه من توتر وإحباط وخوف نتيجة للصراعات الاجتماعية، وبهذا، يصير القائد أساس الدفاع الذاتي، سواء بطريق الإسقاط أو بطريق الإحلال. [ ص: 101 ]

            ويقصد بالإسقاط سعي الفرد لتخطي حالة التوتر والإحباط من خلال النظر إلى ذاته كامتـداد للقـائـد السـياسي موضـع الإعجـاب والتقـدير، بينما يقصد بالإحلال، محاولة الفرد التخلص من شعوره بالإحباط الناشئ عن فشـله في تحقيق أهدافه الخاصـة من خلال إحلال الأهداف العامة، التي تبناها القائد السياسي ونجح في تحقيقها، محل هذه الأهداف الخاصة.

            7- القائد والسلوك الأبوي:

            برزت هذه الوظـيفة في أعقاب الحرب العالمية الثـانية، وبصفة خاصة في المجتمعات، التي حصلت على استقلالها، ففي هذا الدور، يحاول القائد أن يتشبه بدور الأب في علاقته بالجماعة، في أن ينظر إليها على أنها أسرة ضخمة تحكمه بها علاقات مشابهة لتلك العلاقات، التي تحكم رب الأسرة في علاقته بأفراد أسرته.. ومن خلال هذا الدور تبرز صفات العفو والكرم لبعض نماذج القيادة السياسية.

            وأثبتت الخبرات التاريخية والدراسات، أن القائد كي يتمكن من أداء الوظائف السابقة وغيرها من مهام قيادية، عليه أن يجمع بين خصائص وقدرات ذاتية تعبر عن العبقرية [4] ، التي تميزت بالنبوغ السياسي، وصفاتها من [ ص: 102 ] قبيل الحساسية والذكاء والفطنة والتدبر وسعة الأفق [5] ، والقدرة على تطويع خصائصه الذاتية وأساليبه في الحركة والتعامل، بما يتفق مع خصائص ومقتضيات مواجهة كل موقف من المواقف، التي تواجه المجتمع، كما أن القيادة عملية اتصال أساسها الإقناع والثقة، وليس القهر أو المناورة؛ القيادة عملية تفاعل ومشاركة؛ وعلى القائد أيضا أن يخلق الترابط بين قراراته وسياساته، وبين قيم ومثاليات المجتمع، حتى يصير أداة التعبير عن هذه القيم، التي يشكل الانتماء إليها جوهر الضمير التاريخي والوعي الجماعي [6] .

            - ثانيا: المقاصد الشرعية للقيادة السياسية المسلمة:

            الخطة الاستراتيجية، من أولويات القائد الاستراتيجي وموضع تفكيره، وتعتبر الخطة الاستراتيجية هي مشروع الاستراتيجية وأداة تنفيذها، وهي تصمم بغرض تحقيق التطابق بين أهداف المنظمة ورسالتها في المجتمع، وبين تلك الرسالة والبيئة، التي تعمل بها على نحو فاعل [7] . [ ص: 103 ]

            من ذلك نجد، أن القائد المسلم يمتاز عن غيره بالمقاصد، التي تجمع عناصر التطابق بين الأغراض المنظمة والرسالة والأهداف على النحو الآتي:

            تعد القيادة نشاطا، يمارس على أنه وسيلة وليس غاية في فكر المسلم والتي يستطيع من خلالها تنفيذ ما يعجز عن الوصول إليه، وتنفيذ الأهداف في إطار مقاصد الشريعة وهي حفظ الدين (أو العقيدة)، والنفس، والعقل، والنسل (أو العرض)، والمال. وهي ما يسمى بالكليات الخمس، التي تحقق للإنسان كرامته البشرية.

            1- حفظ الدين:

            حراسة الدين من خلال مصداقية الأهداف، والتعبير من خلالها عن حقائق الدين ومعانيه، فتنفذ بنود الخطة الاستراتيجية وفقا لأحكام معاملات الناس، وعلاقاتهم فيما بينهم، وعلاقاتهم مع الدولة، وعلاقة الدولة بهم، وحمل الجميع على الوقوف عند حدود الله.

            اقتصر الإسلام في جانب حفظ الدين، على تكليف القائد حصرا بضمان مصلحة جميع أفراد المجتمع بنص شرعي على حفظ الدين على الأصول، التي أجمع عليها سلف الأمة.

            فالقيادة في الإسلام تعتمد على سياسة الدنيا والدين، وإدارة شؤون العاملين، وتحقيق المصالح ودرء المفاسد.

            ومن أركان هذا المقصد، إقامة العدل بين الناس، وعدم الظلم، فمن الظلم تكليف العاملين وبمختلف مستوياتهم بما لا يجب عليهم شرعا، أو أخذ [ ص: 104 ] مالهم بغير وجه حق، أو منعهم مما يستحقون، في ذلك يقول ابن خلدون في مقدمته: "الظلم كل من أخذ ملك أحد، أو غصبه في عمله، أو طالبه بغير حق، أو فرض عليه حقا لم يفرضه الشرع" [8] .

            2- حفظ النفس والنسل والعرض:

            وإلى جانب حفظ الدين، فإن من مقاصد القائد الإسلامي حفظ العنصر البشري، وحفظ النفس والنسل، وهذا يستلزم اختيار العناصر ذات الكفاءة، أي الكفء من المسؤولين لتوليتهم المهام والأدوار الوظيفية داخل المؤسسة، ويعد اختيار القوي الأمين، قال الله تعالى: ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) (القصص:26)، ركنا مهما لتحقيق هذا المقصد، مما يساعد القائد في تحقيق مقاصده الاستراتيجية. وفي هذا الجانب قال الفقيه الماوردي: "استكفاء الأمناء، وتقليد النصحاء، فيما يفرضه إليهم من الأعمال، ويكله إليهم من الأموال، لتكون الأعمال بالأكفاء مضبوطة، والأموال بالأمناء محفوظة" [9] .

            وحفظ العنصر البشري، يستلزم الإشراف المستمر دون ترك الأمور تسير من دون مراقبة وتقويم ضمانا لتصحيح الانحراف بقصد أو بغير قصد [10] . [ ص: 105 ]

            3- حفظ المال:

            كذلك من المقاصد الاستراتيجية للقائد المسلم، السياسة المتعلقة بالأمور المالية وتوزيعها، وذلك باستخدام واستثمار القائد المسلم للموارد المالية على نحو شرعي، وبما يعود بالمصلحة على الجميع، وما يتحقق من درء الضرر عن غيرهم، وبما يحقق المنفعة على المجتمع.

            وذلك يستدعي المساءلة والمحاسبة والتي إن وجدت في بيئة القائد، حققت الحكم الراشد، بإحاطة التصرف بالأموال بما يظهر الصواب بالدليل والبرهان والحجة، وهذا أسمى أوجه المساءلة الذاتية في الإسلامAccountable Management) ).

            وتتجلى أهمية مراعاة المقاصد الاستراتيجية للقائد المسلم، بشكل دقيق في مقولة الإمام العز بن عبد السلام [11] : "الشريعة كلها مصالح، إما تدرأ مفاسد أو تجلب مصالح" [12] . [ ص: 106 ]

            وتنبع أهمية القيادة في الإسلام من المسؤولية، فعن ابن عمر، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) [13] .

            ثالثا: تعاظم دور القيادة في إدارة الأزمات:

            الأزمة هي الظرف الكاشف عن طبيعة القيادة، بصرف النظر عن مستوى التقدم الاقتصادي والاجتماعي للدولة، أو شكل نظامها السياسي، ومدى ديمقراطيتها، ومدى نضج وفاعلية واستقلالية المؤسسات السياسية، وحدود سلطة القائد السياسي، فإن دور القائد في صنع القرارات يتعاظم أثناء الأزمات السياسية الحادة وبخاصة الأزمات الخارجية [14] .

            ومن شأن موقف الأزمة أن يؤدي إلى تعظيم دور القائد لعدة أسباب أهمها ما يلي [15] : [ ص: 107 ]

            1- اتخاذ قرار سريع رغم الوقت المحدود:

            إن موقف الأزمة، باعتباره موقفا يتطلب قرارا سريعا ينبغي اتخاذه، يؤدي إلى عملية تصعيد تلقائي لسلطة اتخاذ القرار إلى القائد الأعلى.

            فالأزمة لا تتيح الوقت الكافي للتشاور مع كافة المؤسسات السـياسية، بل أحيانا تكون المؤسسات نفسها مدفوعة إلى تفويض السلطة الكاملة والنهائية للقائد.

            2- مواجهة التهديد الشامل على المستويين الفردي والقومي:

            إن فترة الأزمة، باعتبارها تتضمن تهديدا للأهداف القومية ولمستقبل القائد نفسه، تولد نوعا من الضغط النفسي على القائد لكي يتخذ القرار بسرعة وحزم في مواجهة الأزمة، اعتمادا على مفاهيمه ومدركاته الذاتية بالأساس، حيث لا يسمح له الوقت بانتهاج المسلك العقلاني في اتخاذ القرار، من جمع المعلومات عن أبعاد موقف الأزمة، وتقدير مزايا وتكاليف كل بديل، والتنبؤ بردود أفعال الطرف الآخر إزاءها.

            ومن هنا، فالقرارات المتخذة أثناء الأزمات تعكس إلى حد كبير شخصية القائد السياسي، بعكس القرارات المتخذة في المواقف العادية، غير المتأزمة والتي تمارس فيها المؤسسات السياسية دورا أكبر، أو يلعب الحساب العقلاني فيها دورا واضحا. [ ص: 108 ]

            3- التوفيق بين المصالح المتعارضة:

            وكلما كانت القيادة أعرف برجالها، كلما كانت أقدر على إدارة الأزمات الناتجة عن الصراعات الداخلية وتعارض المصالح، وقد يحدث أن بعض القيادات تحل المشاكل حلا غير مشروع، وتستعمل القوة مع الأفراد، أو تتبنى حلا يسبب مشكلة أخرى.

            إلا أن الظاهرة، التي لا مثيل لها في تاريخ القيادات العالمية، أن نجد عند الرسول صلى الله عليه وسلم ، قدرة لا مثيل لها على حل المشاكل وبكل بساطة، وتحويل الصراعات والمشاكل إلى منافسات حميدة وسلوك مؤدب مع الأتباع.

            ففي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنصار في حادثة توزيع الغنائم، دليل على حسن إدارة الأزمات وفي بضع دقائق.

            وهكذا، تشكل الأزمات أهم المواقف والظروف الاستراتيجية التي تكشف عن مدى نجاح النمط القيادي ومواءمته مع الموقف، الذي يعترض المنظمة أو الدولة، وكثيرا ما يجد القائد نفسه حيال موقف غير مألوف يتطلب سرعة في المعالجة واتخاذ القرار المناسب في الوقت والمكان.

            4- تقليل الخسائر وتعظيم المنافع: الكفاءة:

            السلوك القيادي عبارة عن الاستجابات الحركية والنفسية، التي تجعل القائد متوائما مع متطلبات موقفه. ويظهر سلوك وموقف القائد في مظهرين: [ ص: 109 ]

            المظهر الأول، مظهر ملموس، وهو توجيه سلوك الآخرين نحو تبني موقف إيجابي بخصوص اتخاذ قرار معين.

            أما المظهر الثانـي، فهو غير ملموس، ويتـمثـل في التفكير والتـأمل والإدراك.

            إن القائد، الذي يستشعر بوادر الأزمة قبل حدوثها، ويحدد العوامل اللازمة لمواجهتها، سيكون سلوكه سلوكا بناء في إزاحة العوائق.

            ومن الطبيعي، أن يقابل القائد أثناء عمله كثير من المشكلات، لكن الفرق بين القائد الحقيقي والقائد الشكلي ليس في من لديه حجم أكبر من المشكلات، وإنما في كيفية التعامل مع كل منها بكفاءة.

            ويختلف سلوك القائد في مواجهة الأزمات عن سلوكه في المواقف الاعتيادية، ويتضمن السلوك المواجه للأزمات [16] ، استنفار مهارات وقدرات قيادية لا تظهر في الأوقات الاعتيادية، مع استخدام ما يتوفر لدى القائد من مهارة الابتكار، ومن الأهمية أن يتسم القائد بالمرونة والانفتاح على الاقتراحات والآراء، التي تطرح عليه بسرعة، وتوظيفها لمواجهة الأزمة.

            ويتجه سلوك القائد وإدارته إلى الحرص على تخفيض الآثار السلبية الناجمة عن الأزمة إلى أقل ما يمكن. [ ص: 110 ]

            والأزمات، تتطلب من القيادة عدم تكثيف الطلبات على الأشخاص من ذوي الخبرة والتدريب المتدنيين، وبالذات فيما يختص بتكليفهم ممارسة أشياء جديدة عليهم، فإن ذلك يؤدي إلى خلق أزمات أخرى.

            5- إعداد وتأهيل الصف الثاني: القيادة البديلة:

            والقائد الكفء والمتميز هو من يعمل على إعداد قيادات تحل محله، عند شعوره بعدم قدرته على مواصلة التعامل مع الأزمة، فهو يعمل على إيجاد البديل، ومن المهم مراعاة وجود نائب للقائد أو من يمثله عندما تستدعي ظروفه عدم الحضور أثناء الأزمة، فمن المهم وجود من يخلفه في إدارة الأزمة ومواجهتها وتشكيل الفريق الخاص بذلك.

            6- الاعتماد على تحليل المعلومات: القدرة الاتصالية:

            وفي الأزمات، من الأهمية بمكان، توافر المعلومات الحقيقية عن ظروف الأزمة وتداعياتها، مع الحرص على التدريب للتعامل مع الأزمة في ظل نقص هذه المعلومات وصعوبة نقلها .

            وتظهر في الأزمات الشخصية القيادية وسماتها، ومن أهمها:

            المحافظة على الهدوء ورباطة الجأش والتأني، مع العمل على توجيه جميع الجهود نحو تحقيق هدف دقيق وواضح للخروج من الأزمة.

            كما أن القائد الناجح، ذلك الموجود في ميدان الأزمة والواقع الفعلي والعملي، مما يسمح له بمراقبة الإنجازات والاستمرار في توزيع الأدوار والمستويات. [ ص: 111 ]

            ونظرا لما تمثله الأزمة من ظرف استثنائي، يتطلب قرارات استثنائية وسريعة، على القائد التعامل مع الأزمات من خلال ترجيح الحكم العقلي/العلمي على العاطفة، مع الحرص على عدم قبول المغامرة غير المحسوبة النتائج.

            مما سبق، فإن طبيعة السلوك القيادي ونوع القيادة، سواء كانت مؤسسية، أو إدارية، أو سياسية، تحددها ردة الفعل والاسـتجابة للحدث أو الموقف من خلال مواجهة ومجابهة الأزمات المختلفة.

            ونجاح القائد في اتباع سياسات وإجراءات ناجحة لإدارة الأزمة، يعتمد بدرجة كبيرة على صحة ودقة المعلومات، التي ترد إليه، فالاتصال الجيد والسريع، يساعد على سرعة اتخاذ القرار المناسب والسليم، فللمعلومات الأثر الأكبر في إدارة الأزمة والخروج بقرارات ناجحة وتجنب النتـائج الصعبة قبل فوات الأوان، وهو ما يقتضي عدم الإيغال في المكابرة، والعناد غير القائم على تحـليـل وتقـويم الأحـداث من أجل الخـروج بالدروس المستفادة [17] . [ ص: 112 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية