الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            الفصل الخامس

            مشكلات إدارة الأزمة

            النيجر أنموذجا

            -تمهيد:

            النيجر بلد أفريقي مسلم، يقع في الجزء الغربـي من قارة أفريقيا، وتصل نسبة المسلمين فيه إلى حوالي 98% من مجموع السكان البالغ نحو (11) مليـون نسـمة.. تذخر أرضـها بثـروات وموارد ذات قيمة اقتصـادية عالية، أهمها اليورانيـوم، والذهـب، كما تمتلـك احتياطيات من النفط الخـام، وثروات من الفحم والحديد، والقصدير.

            وعلى الرغم من ذلك، إلا أنها تعتبر واحدة من أفقر دول العالم، وأقلها نمـوا، وأكثرها تخلفا، على المستويات كلها، فمواردها لا تعـود عليها بما يحقـق لها تنمية مستدامة وتطويـرا لما يمكن أن يكون من مشـاريع وصناعات، تخرجها من قائمة أفقر الدول في العالم. [ ص: 201 ]

            فالنيجر، تأتي قبل الأخيـر في قائمة الدول الفقيرة؛ فهي تحتل المرتبة رقم (174) من أصل (177) دولة، حسب ترتيب دليل التنمية البشرية لعام 2007 / 2008 م الصـادر عن برنامـج الأمـم المتحدة الإنمائي ((UNDP [1] .

            وتعاني النيجر، إضافة إلى ذلك، من كثير من صور الفساد، والتهميش؛ ولا تتمتع سوى بالحد الأدنى من الخدمات الحكومية، ولا يوجد لديها أموال كافية تخصص لتطوير مواردها، ويعيش 60% من أهلها على دولار واحد في اليوم، حسـب تقرير البنك الدولي [2] .

            وفضلا عن ذلك، فقد ابتليت منذ عام 2005م بمجاعة عظيمة وأزمة كبيرة في نقص الغذاء، مما اضطر الملايين من السكان المعرضين للموت جوعا، إلى اللجوء إلى اكل الحشائش وأوراق الشجر والنباتات البرية، والبحث عن الطعام في مساكن النمل.

            وقد أدت المجاعة إلى نشوء كثير من المشكلات الخطرة، التي تتهدد هوية الإنسان المسلم وبنية المجتمع؛ حيث زادت معدلات الجريمة بشكل عام، وجريمة الاتجار في البشر بشكل خاص، وفقا لتقديرات عام 2008م [3] ، وانتشرت جرائم السرقة، والزنا، وغيرها من مشاكل إنسانية، واجتماعية، وسلوكية، وتفاقمت كانعكاس مباشر لأزمة المجاعة. [ ص: 202 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية