الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4631 [ ص: 436 ] 4 - باب: إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما [ التحريم: 4]

                                                                                                                                                                                                                              صغوت وأصغيت: ملت، ولتصغى [ الأنعام: 113]: لتميل. وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير [ التحريم: 4]: عون. (تظاهرون) : تعاونون. وقال مجاهد: قوا أنفسكم وأهليكم [ التحريم: 6]: أوصوا أنفسكم وأهليكم بتقوى الله وأدبوهم.

                                                                                                                                                                                                                              4915 - حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا يحيى بن سعيد، قال: سمعت عبيد بن حنين يقول: سمعت ابن عباس يقول: أردت أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمكثت سنة فلم أجد له موضعا، حتى خرجت معه حاجا، فلما كنا بظهران ذهب عمر لحاجته فقال: أدركني بالوضوء فأدركته بالإداوة، فجعلت أسكب عليه ورأيت موضعا فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان اللتان تظاهرتا؟ قال ابن عباس: فما أتممت كلامي حتى قال عائشة وحفصة. [ انظر:89 - مسلم:1479 - فتح: 8 \ 659]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              صغوت وأصغيت: ملت، لتصغى: لتميل. قلت: فالمعنى: زاغت ومالت فاستوجبتما التوبة ظهير : عون . (تظاهرون) : تعاونون. وفي بعض النسخ: تظاهرا: تعاونا.

                                                                                                                                                                                                                              ( وقال مجاهد : قوا أنفسكم وأهليكم نارا [ التحريم: 6]: أوصوا أنفسكم وأهليكم بتقوى الله وأدبوهم ) وفي بعض النسخ: ( أوقفوا ) بدل ( أوصوا بأهليكم ) قيل: صوابه: ( وقوا أهليكم ) قال أبو الحسن:

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 437 ] ولا أعرف الألف من ( أو ) ولا الفاء من ( قفوا )، ويجوز أن يكون المراد: أوقفوا أهليكم. أي: عن المعصية، والنار عن عمل يؤدي إليها. وقيل: المعنى: لا تعصوا فيعصي ( أهليكم )، مثل: لا تزن فيزن بأهلك. وصواب ( أوقفوا ) على ما تقدم: ( قفوا )، إلا أن وقف ثلاثي، يقال: وقفت الدابة أقفها وقفا.

                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق قطعة من حديث ابن عباس السالف مطولا.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية