الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما .

[5] وكان زيد يدعى بابن محمد - صلى الله عليه وسلم -، فنزل: ادعوهم لآبائهم الذين ولدوهم.

هو أي: دعاؤهم بآبائهم أقسط أعدل عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فتنسبوهم إليهم، فإخوانكم أي: فهم إخوانكم في الدين ومواليكم أولياؤكم، المعنى: إذا جهل نسبه، يقول: يا أخي! يا مولاي! يريد: الأخوة في الدين، والولاية فيه.

وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به والخطأ هنا بمعنى: النسيان. [ ص: 341 ]

ولكن ما تعمدت قلوبكم أي: لا إثم عليكم إذا قلتم لولد غيركم: يا بني! سهوا، وقيل: خطؤهم: التسمية قبل النهي، قال ابن عطية : وهذا ضعيف، لا يوصف ذلك بخطإ إلا بعد النهي، وإنما الخطأ هنا بمعنى النسيان، وما يكون مقابل العمد، والخطأ مرفوع عن هذه الأمة عقابه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه .

وكان الله غفورا رحيما يريد: لما مضى من فعلهم في ذلك، ثم هي صفتان لله تعالى تطرد في كل شيء.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية