الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 900 ] 59 - باب النهي عن عيب الناس

                                                                                        2731 - وقال الحارث : حدثنا الخليل بن زكريا ، حدثنا مجالد ، عن عامر ، عن النعمان بن بشير ، قال : إن ثابت بن قيس بن شماس ، سبق بركعة من صلاة الغداة ، فقام يقضي ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ، وقعد الناس حواليه ، فلما قضى ثابت بن قيس الصلاة ، جاء إلى رجل فقال : أوسع لي ، فأوسع له ، ثم جاء إلى ثان ، فقال له : أوسع لي ، فأوسع له ، ثم جاء إلى ثالث ، فقال : أوسع لي ، فقال : من ورائك سعة ، أي شيء تخطا الناس ؟ فنظر في وجهه ، فقال : يا ابن فلانة ، فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " من ذا الذي عير الرجل قبيل بأمه ؟ " ، فسكتوا ، ثم قال الثانية : " من ذا الذي عير الرجل قبيل بأمه ؟ " ، فقام ثابت ، فقال : إني سبقت بركعة ، وأنا في أذني صمم ، فاشتهيت أن أدنو منك ، وقعد الناس حواليك ، فذكر القصة ، قال : فعيرته بأم كانت في الجاهلية ، كان غيرها من النساء خيرا منها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ثابت بن قيس ، ارفع رأسك فوق هذا الملأ ، فيهم الأسود ، والأبيض ، والأحمر ، ما أنت بخير من هؤلاء إلا بالتقوى " .

                                                                                        قال : فما عيرت بعد ذلك اليوم أحدا .

                                                                                        [ ص: 901 ] [ ص: 902 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية