الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية معاملة الأب عند كبره وبلوغه حد الخرف

السؤال

أبي عمره 90سنة، قبل سنتين ترك الصلاة يقول إنه لم تعد عليه صلاة مع العلم أنه مدرك وغير مقعد وإذا ظغط عليه حتى يصلي يجعل نفسه مريضا فماذا نعمل حتى لا يغضب علينا، هل نتركه بدون صلاة أم ندفع عنه فلوسا للفقراء والمساكين،2-عندما يذهب إلى بيت الخلاء يمسح القذارة في ملابسه وفي أصابع يديه وتبقى القذارة على أصابعه، واذا ظغطت عليه حتى يغسل يديه يغضب ويمرض ويمتنع عن الأكل، والنفس البشرية تتقزز من القذارة، هل أبناؤه مجبورون على أن يتناولوا الطعام معه بهذا الشكل، وإذا لم يتناولوا الطعام معه هل يلحقنا إثم أوذنب، وما هو الحل بنظركم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر من حال والدكم أنه أصابه الخرف وننصحكم بالتشاور مع الأطباء النفسانيين للتأكد من معرفة مستوى إدراكه، والكبير في السن مطالب بالتكاليف ما دام عنده عقله، وإن فقد العقل فلا تكليف عليه، وإذا كان عنده عقله فيتعين عليكم التلطف به والسعي لقيامه بالتكاليف الشرعية طهارة وصلاة مع الدعاء له، ويحسن أن تساعدوه في الحفاظ على الطهارة فتعطوه مناديل يدخل بها الحمام ويزيل بها الأذى عنه، وترغبوه في استعمال الماء عند الاستنجاء، وإذا كان يحب أكلكم معه فتتعين طاعته في ذلك، فإن كان عليه قذر نظفوه، وأما إن كان يرضى بالأكل وحده فلا حرج في عدم الأكل معه، ولكن الأولى أن تنظفوه وتجالسوه وتؤاكلوه، فالشارع حض على التلطف والبر بالوالدين عند كبرهما، ورهب من التأفف في خطابهما والتضجر منهما، وأما دفع الفلوس للفقراء فلا يجزئ عن الصلاة ولا يجزئ أيضا أن يصلي الفقراءعنه.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 38495، 106967، 100029، 8132، 74671، 18800.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني