90 - وقد روى في كتاب السنة بإسناده عن أبو حفص بن شاهين قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ابن عباس، بمكة فضقت بأمري وعرفت أن الناس تنكرني، قال: فقعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، معتزلا حزينا، فمر به "لما كان ليلة أسري بي أصبحت أبو جهل فجاء حتى جلس إليه، فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ قال: نعم إني أسري بي الليلة، قال: إلى أين؟ قال: إلى بيت المقدس، قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا، قال: نعم، قال: فلم يره أن يحدثه مخافة أن يجحد الحديث إن دعا قومه إليه، فقال: أتحدث قومك ما حدثتني إن دعوتهم إليك؟ قال: نعم، قال: يا معشر بني كعب بن لؤي هلموا، قال: فجاؤوا حتى جلسوا إليهما، فقال: حدث قومك بما حدثتني، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إنه أسري بي الليلة، قالوا: إلى أين؟ قال: إلى بيت المقدس، قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: نعم، قال: فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا، فقالوا: هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ قال: وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد، ورأى المسجد، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: فذهبت أنعت لهم فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت، قال: فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع دون دار عقيل أو عقال، فنعته وأنا أنظر إليه، فقال القوم: أما النعت فوالله قد أصاب. [ ص: 109 ]