ثم اعلم أن  أشراط الساعة وأماراتها تنقسم إلى ثلاثة أقسام      : قسم ظهر وانقضى وهي الأمارات البعيدة ، وقسم ظهر ولم ينقض بل لا يزال في زيادة حتى إذا بلغ الغاية ظهر القسم الثالث وهي الأمارات القريبة الكبيرة التي تعقبها الساعة وأنها تتابع كنظام خرزات انقطع سلكها .  
( فالأولى ) أعني التي ظهرت ومضت وانقضت ( منها ) :  بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وموته   وفتح  بيت المقدس       .  
( ومنها ) :  قتل أمير المؤمنين   عثمان بن عفان  رضي الله عنه   ،  قال  حذيفة     : أول الفتن قتل  عثمان     .  
( ومنها ) :  وقعة الجمل      .  
( ومنها ) :  وقعة  صفين    ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "  لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة     " .  
( ومنها ) :  واقعة  النهروان    ، فأخرج  ابن جرير مخنف بن سليم  قال  أتينا   أبا أيوب الأنصاري  رضي الله عنه فقلت : يا  أبا أيوب  قاتلت المشركين بسيفك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئت تقاتل المسلمين ؟ فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بقتال ثلاثة : الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقد قاتلت الناكثين والقاسطين وأنا مقاتل إن شاء الله المارقين     .  
وفي رواية عنه :  عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقاتل مع علي الناكثين فقد قاتلناهم     - يعني في وقعة الجمل ، وذلك لأن  طلحة  والزبير  رضي الله عنهما نكثا بيعة  علي  رضي الله عنه -      [ ص: 67 ] وعهد إلينا أن نقاتل معه القاسطين - يعني الظالمين وأراد بهم أصحاب  معاوية  لأنهم ظلموا  عليا  ونازعوه أمرا هو أحق الناس به عند كل منصف ، والقاسطون هم العادلون عن الحق إلى الباطل - وعهد إلينا أن نقاتل معه المارقين - وأراد بهم  الخوارج   فإنهم مرقوا من الدين .  
وفي  الخوارج   أحاديث كثيرة جدا في الصحيحين وغيرهما .  
( ومنها ) : نزول أمير المؤمنين وخاتمة الخلفاء الراشدين سبط رسول رب العالمين سيدنا الإمام  أبي محمد الحسن بن علي  وأخي  الحسين  رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "  إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين     " الحديث . شهد جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أنهم سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم .  
( ومنها ) : ملك  بني أمية   وما جرى على  أهل البيت   في أيامهم من الأذية كقتل  الحسين  بعد ما سم  الحسن  ، وواقعة  الحرة   وما جرى فيها من المحن وقتل  ابن الزبير  ورمي  الكعبة   بالمنجنيق ، وما جرى في ذلك مما لا يحسن ولا يليق .  
( ومنها ) : ملك  بني العباس   وما جرى في أيامهم من المحن والبأس .  
( ومنها ) :  نار  الحجاز    التي أضاءت منها أعناق الإبل  ببصرى      .  
( ومنها ) : ظهور الرفض واستبداد  الرافضة   بالملك وإظهار الطعن واللعن على السلف الصالح من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم . وقد أخرج   الإمام أحمد  وأبو يعلى   والطبراني  عن   ابن عباس  رضي الله عنه مرفوعا "  يكون في آخر الزمان قوم يسمون  الرافضة   يرفضون الإسلام فإذا رأيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون     " . ولفظ   الطبراني  بإسناد حسن عنه كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده  علي  فقال النبي صلى الله عليه وسلم "  سيكون من أمتي قوم ينتحلون حب  أهل البيت   لهم نبز يسمون  الرافضة   فاقتلوهم فإنهم مشركون     " .  
( ومنها ) :  خروج كذابين دجالين كل منهم يدعي أنه نبي      .  
( ومنها ) : زوال ملك العرب رواه  الترمذي     .  
( ومنها ) :  كثرة المال   رواه الشيخان وغيرهما .  
( ومنها ) :  كثرة الزلازل والمسخ والقذف   وغير ذلك مما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أمارات الساعة فظهر ومضى وانقضى .  
				
						
						
