الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( الثاني ) : في ذكر الأعمال الموجبة لشفاعته - صلى الله عليه وسلم . أخرج البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :

قلت : يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال : " ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث ، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال : لا إله إلا الله خالصا من قبل نفسه " .

وأخرج أيضا عن جابر - رضي الله عنه : " من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ، حلت له شفاعتي يوم القيامة " .

وأخرج مسلم نحوه من حديث ابن عمرو .

وفي سنن سعيد بن منصور من طريق أيوب السختياني ، عن فقيه من فقهاء الكوفة قال : ما من مسلم يسمع النداء فيقول : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة المفترضة أعط محمدا سؤله يوم القيامة إلا أدخله الله في شفاعته .

وأخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا يثبت أحد على لأواء المدينة وجدبها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة " .

وأخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري وابن عمر وأبي هريرة - رضي الله عنهم ، والطبراني من حديث زيد بن ثابت وأبي أيوب ، والبزار من حديث عمر .

وأخرج الترمذي وابن ماجه ، وابن حبان والبيهقي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :

" من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها ، فإني أشفع لمن يموت بها " .

وأخرج الطبراني عن سلمان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي ، وكان يوم القيامة من الآمنين " .

وأخرج الطبراني بسند جيد عن أبى الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " من صلى علي حين يصبح عشرا [ ص: 216 ] وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة " .

والترمذي وابن حبان عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعا : " أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة " .

وابن أبي عاصم في السنة ، والبزار والطبراني بسند حسن عن رويفع بن ثابت - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " من صلى على محمد وقال : اللهم أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة ، وجبت له شفاعتي " ، وأخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم عن خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يقول للخادم : ألك حاجة ؟ حتى كان ذات يوم قال :

يا رسول الله حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة ، قال فأعني بكثرة السجود
، وأخرج البزار عن ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعا : " من زار قبري وجبت عليه شفاعتي ، وأخرجه الطبراني بلفظ : " من جاءني زائرا لا تحمله حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة " .

والبيهقي عن عمر - رضي الله عنه - مرفوعا : " من زارني كنت له شفيعا أو شهيدا ، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية