الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( تنبيهات )

( الأول ) تقدم الكلام على رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لذي العزة والجبروت والإنعام ، واختلاف الصحابة والتابعين فمن بعدهم في ذلك ، ومما ينبغي أن يعلم أن الخلاف المذكور إنما هو في وقوعها ، لا في إمكانها وجوازها إذ هي جائزة عقلا ونقلا ، أما العقل فواضح ، وأما النقل فما كان كليم الرحمن ليسأل المستحيل ، هذا مما لا يظنه من عرف منصب النبوة فضلا عن الرسول فضلا عن أحد أولي العزم من الرسل ، ليت شعري من جهل الواجب والجائز والمستحيل على الله تعالى ما علم ؟ هذا مما لا يتصوره مؤمن بالله ورسله يرى الحق ويتبعه أبدا ، ثم إن رؤية الباري جل شأنه [ ص: 285 ] واقعة للمؤمنين في الآخرة قطعا كما مر ، وأما من ادعاها في الدنيا يقظة لغير نبينا - صلى الله عليه وسلم - على ما في ذلك من الخلاف فهو ضال ، بل قال الكواشي في تفسيره في سورة النجم : ومعتقد رؤية الله تعالى هنا يعني في الدنيا بالعين لغير محمد - صلى الله عليه وسلم - فزنديق ، فلو قال : إني أرى الله عيانا في الدنيا ، ويكلمني شفاها كفر . انتهى .

ونقل عن المهدوي المفسر أنه كفر مدعي الرؤية . هذا ، وقد نقل جماعة الإجماع على أنها لا تحصل للأولياء في الدنيا . قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح وأبو شامة : إنه لا يصدق مدعي الرؤية في الدنيا يقظة ، فإن شيئا منع منه موسى كليم الله عليه الصلاة والسلام ، واختلف في حصوله لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - كيف يسمح به لمن لم يصل لمقامهما مما لا يتوقف فيه أنه لا يحصل لآحاد الناس . وقد اختلف في رؤية الله تعالى مناما والحق جوازها ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية