( الثالثة في علامات ظهوره )  
قال العلامة الشيخ  مرعي  في كتابه ( فوائد الفكر في  المهدي  المنتظر ) اعلم أن  لظهور  المهدي  علامات   جاءت بها الآثار ودلت عليها الأحاديث والأخبار ، فمن علامات ظهوره على ما ورد كسوف الشمس والقمر ونجم الذنب والظلمة وسماع الصوت برمضان وتحارب القبائل بذي القعدة وظهور الخسف والفتن ، ومعه قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيفه ، ورايته من مرط مخملة معلمة سوداء فيها حجر لم تنشر منذ      [ ص: 77 ] توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تنشر حتى يخرج  المهدي  مكتوب على رأسها " البيعة لله " كذا في الإشاعة للعلامة  السيد محمد البرزنجي المدني  ،  ويغرس قضيبا يابسا في أرض يابسة فيخضر ويورق ، ويطلب منه آية فيومئ إلى طير في الهواء بيده فيسقط على يده وينادي مناد من السماء : أيها الناس إن الله قطع عنكم الجبارين والمنافقين وأشياعهم وولاكم خير أمة  محمد   صلى الله عليه وسلم فألحقوه  بمكة   فإنه  المهدي  واسمه  محمد بن عبد الله  ، وتخرج الأرض أفلاذ كبدها مثل الأسطوانات من الذهب ويخرج كنز  الكعبة   المدفون فيها فيقسمه في سبيل الله     . رواه  أبو نعيم  عن  علي  رضي الله عنه .  
ويستخرج تابوت السكينة من غار  أنطاكية   أو من  بحيرة طبرية   فيخرج حتى يحمل فيوضع بين يديه  ببيت المقدس   فإذا نظر إليه يهود أسلموا إلا قليل منهم ، وتأتيه الرايات السود من  خراسان   فيرسلون إليه البيعة ، وتنشف  الفرات   فتحسر على جبل من ذهب .  
وذكروا أنه ينكسف القمر أول مرة من رمضان والشمس ليلة النصف . ونظر في هذا الشيخ  مرعي  بأن العادة انكساف القمر ليالي الأبدار والشمس أيام الأسرار ، ولكن من الممكن أن يكون ذلك آية لظهوره وفيها خرق للعادة .  
وروى  أبو نعيم  في الفتن قال  شريك  بلغني أن القمر قبل خروجه ينكسف مرتين برمضان . وذكر   الكسائي  عن   كعب الأحبار  أن القمر ينكسف ثلاث ليال متواليات . وروي عن   كعب الأحبار  يطلع نجم بالمشرق وله ذنب يضيء كما يضيء القمر ينعطف حتى يلتقي طرفاه أو يكاد . وفي  الديلمي  مرفوعا تكون هدة في رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان . ومن وجه آخر يكون صوت في رمضان في نصف الشهر يصعق منه سبعون ألفا ويعمى مثلها ويخرس مثلها ويصم مثلها وينفق من الأكابر مثلها .  
ومن علامات  المهدي  أيضا خسف قرية ببلاد  الشام   يقال لها حرستا كما في الإشاعة وغيرها .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					