( ( فكم حباه ربه وفضله وخصه سبحانه وخوله ) )
( ( فكم حباه ربه ) ) سبحانه وتعالى بمكرمة " و " كم ( ( فضله ) ) على غيره بمزيد من المزايا التي لا تحصى ، والمكرمات التي لا تستقصى ، فإن كم هذه خبرية بمعنى كثير ، فهي تفيد كثرة ما حباه ربه به من المكرمات ، والمزايا ، والحباء بمعنى الإعطاء ، يقال : حبا فلانا أعطاه بلا جزاء ولا من أو عام ، والاسم الحباء ككتاب كما في القاموس ( ( و ) ) كم ( ( خصه ) ) الله ( ( سبحانه ) ) وتعالى بخصوصية ، يقال : خصه خصا وخصوصا وخصوصية ، ويفتح ، وخصيصى ويمد ، وخصية وتخصة فضله ، والخاص والخاصة ضد العامة ( ( وخوله ) ) بمعنى أعطاه ، قال في القاموس : خوله الله المال أعطاه إياه تفضلا . والمعنى أنه جل وعلا خص نبيه المصطفى بخصائص كثيرة ومزايا غير ما ذكرنا ، حتى إن
أبا سعيد في كتابه " شرف المصطفى " أوصل
nindex.php?page=treesubj&link=11467الخصائص التي اختص الله تعالى النبي - صلى الله عليه وسلم - بها عن سائر الأنبياء والمرسلين إلى ستين ، وبعض متأخري الحافظ أوصلها إلى ثلاثمائة ، وقال بعض الحفاظ : الحق عدم حصرها ، غير أنه لم يتعرض في النظم إلا لبعض المهم منها على أنها أفردت بالتأليف فلا حاجة إلى تعدادها هنا .
( ( فَكَمْ حَبَاهُ رَبُّهُ وَفَضَّلَهْ وَخَصَّهُ سُبْحَانَهُ وَخَوَّلَهْ ) )
( ( فَكَمْ حَبَاهُ رَبُّهُ ) ) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِمَكْرُمَةٍ " وَ " كَمْ ( ( فَضَّلَهُ ) ) عَلَى غَيْرِهِ بِمَزِيدٍ مِنَ الْمَزَايَا الَّتِي لَا تُحْصَى ، وَالْمَكْرُمَاتِ الَّتِي لَا تُسْتَقْصَى ، فَإِنَّ كَمْ هَذِهِ خَبَرِيَّةٌ بِمَعْنَى كَثِيرٍ ، فَهِيَ تُفِيدُ كَثْرَةَ مَا حَبَاهُ رَبُّهُ بِهِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ ، وَالْمَزَايَا ، وَالْحِبَاءُ بِمَعْنَى الْإِعْطَاءِ ، يُقَالُ : حَبَا فُلَانًا أَعْطَاهُ بِلَا جَزَاءٍ وَلَا مَنٍّ أَوْ عَامٌّ ، وَالِاسْمُ الْحِبَاءُ كَكِتَابٍ كَمَا فِي الْقَامُوسِ ( ( وَ ) ) كَمْ ( ( خَصَّهُ ) ) اللَّهُ ( ( سُبْحَانَهُ ) ) وَتَعَالَى بِخُصُوصِيَّةٍ ، يُقَالُ : خَصَّهُ خَصًّا وَخُصُوصًا وَخُصُوصِيَّةً ، وَيُفْتَحُ ، وَخِصِّيصَى وَيُمَدُّ ، وَخَصِّيَّةً وَتَخِصَّةً فَضَّلَهُ ، وَالْخَاصُّ وَالْخَاصَّةُ ضِدَّ الْعَامَّةِ ( ( وَخَوَّلَهُ ) ) بِمَعْنَى أَعْطَاهُ ، قَالَ فِي الْقَامُوسِ : خَوَّلَهُ اللَّهُ الْمَالَ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ تَفَضُّلًا . وَالْمَعْنَى أَنَّهُ جَلَّ وَعَلَا خَصَّ نَبِيَّهُ الْمُصْطَفَى بِخَصَائِصَ كَثِيرَةٍ وَمَزَايَا غَيْرِ مَا ذَكَرْنَا ، حَتَّى إِنَّ
أَبَا سَعِيدٍ فِي كِتَابِهِ " شَرَفُ الْمُصْطَفَى " أَوْصَلَ
nindex.php?page=treesubj&link=11467الْخَصَائِصَ الَّتِي اخْتَصَّ اللَّهُ تَعَالَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهَا عَنْ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ إِلَى سِتِّينَ ، وَبَعْضُ مُتَأَخِّرِي الْحَافِظِ أَوْصَلَهَا إِلَى ثَلَاثِمِائَةٍ ، وَقَالَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ : الْحَقُّ عَدَمُ حَصْرِهَا ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَتَعَرَّضْ فِي النَّظْمِ إِلَّا لِبَعْضِ الْمُهِمِّ مِنْهَا عَلَى أَنَّهَا أُفْرِدَتْ بِالتَّأْلِيفِ فَلَا حَاجَةَ إِلَى تَعْدَادِهَا هُنَا .