( حدثنا
سفيان أبو وكيع حدثنا
جميع ) بالتصغير ( ابن عمر ) وفي نسخة
ابن عمرو بالواو ، وفي هامش أصل السيد صوابه
عمير بالتصغير انتهى . وهو كذا في أصل الشرح ثم قال شارحه : وفي بعض النسخ
عمر بدل
عمير والله أعلم (
ابن عبد الرحمن العجلي ) بكسر ، فسكون ، قال : حدثني
رجل من بني تميم من ولد أبي هالة ) بفتح الواو ، واللام ، ويجوز ضم أوله ، وسكون ثانيه ، وقد تقدم هذا السند في صدر الكتاب (
زوج خديجة ) أي : أولا وهو بالجر على أنه بدل من
أبي هالة ( يكنى ) أي : ذلك الرجل (
أبا عبد الله عن ابن لأبي هالة عن الحسن بن علي ) أي ابن أبي طالب ( قال : سألت خالي ) أي أخا أمي من الأم (
هند بن أبي هالة ، وكان ، وصافا ) أي كثير الوصف للنبي - صلى الله عليه وسلم - كما سبقت الرواية في أول الكتاب ، والجملة معترضة ، وقوله : ( قلت ) بيان لسألت ( صف لي
nindex.php?page=treesubj&link=28378منطق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) أي كيفية نطقه ، وهيئة سكوته المقابل له كما يدل عليه الجواب ، فهو من باب الاكتفاء ( قال :
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه متواصل الأحزان ) أي كان الغالب عليه السكوت لكونه متواصل الأحزان
[ ص: 12 ] ( دائم الفكر ) ولا شك أن تواصل أحزانه إنما كان لمزيد تفكره ، واستغراقه في شهود جلال الله تعالى ، وكبريائه ، وعظمته ، وذلك يستدعي دوام الصمت ، وعدم الراحة إذ من لازم اشتغال القلب انتفاؤها فقوله ( ليست له راحة ) من لوازم ما قبله صرح به للاهتمام به ، وتنبيها لما قد يغفل عنه كما قاله
ابن حجر ، وقيل معناه أنه لا يستريح من الاشتغال بالخيرات قال
ميرك : والظاهر أن المراد ليست له راحة في الأمور الدينية أي لا يستريح بلذات الدنيا كأهلها قلت : ويؤيده حديث أرحنا يا بلال .
وخبر : قرة عيني في الصلاة .
هذا وقد ورد
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345418أن الله يحب كل قلب حزين رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني والحاكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، وفي بعض الأخبار تفكر ساعة خير من عبادة سنة ، وفي رواية من عبادة ستين سنة ( طويل السكت ) خبر آخر لكان ، وهو تصريح بما علم ضمنا ، وصح حديث .
من صمت نجا .
رواه
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345419من كان يؤمن بالله ، واليوم الآخر ; فليقل خيرا أو ليسكت .
رواه
أحمد ، والشيخان ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن
أبي شريح وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق ليتني كنت أخرسا إلا عن ذكر الله ( لا يتكلم في غير حاجة ) أي : من غير ضرورة دينية أو دنيوية ; فيتحرز عن الكلام بلا فائدة حسية أو معنوية لقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=3والذين هم عن اللغو معرضون وقد قال - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345420إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .
رواه جماعة من المحدثين ، وكيف يتصور أن يتكلم بما لا يعني ، وفي شأنه نزل
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وما ينطق عن الهوى ( يفتتح الكلام ) من الافتتاح أي : ويبدؤه ( ويختمه ) بكسر التاء من الختم ، وفي رواية ، ويختتمه من الاختتام أي : ويتمه ( باسم الله ) مرتبط بالفعلين على سبيل التنازع ، والمعنى أن كلامه عليه السلام كان محفوظا بذكر الله ، ومستعانا بالله ، والظاهر أن المراد بذكر الطرفين استيعاب الزمان بذكر الوقتين كما قيل في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار وفي قوله - عز وجل -
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا إذا ما أظن أنه صدر من صدره الشريف كلمة ، ولا حرف إلا مقرونا بذكر الله المنيف لأن بعض أتباعه يقول :
ولو خطرت لي في سواك إرادة على خاطري سهوا حكمت بردتي
وقد قال - صلى الله عليه وسلم -
ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم ، ولم يذكروا الله فيها لكن ليس الذكر منحصرا في التسبيح ، والتهليل ، ونحو ذلك بل كل مطيع لله في قوله أو فعله ; فهو ذاكر له سبحانه ، وأبعد شارح حيث قال : وفيه دليل على استحباب افتتاح الكلام ، واختتامه بالتسمية ، وأغرب
ابن حجر في جزمه ; بأن المراد باسم الله في الأول البسملة غالبا لندبها في كل ذي بال غير ما جعله الشارع فيه الابتداء
[ ص: 13 ] بغيره كالأذان ، والصلاة وفي الآخرة الحمدلة أو غيرها كالاستغفار قال : وفهم بعضهم أن المراد باسم الله البسملة حتى في الآخرة ; فقال : لم يشتهر اختتام الأمر باسم الله ، وهو غلط عجيب قلت ، وكذا ما اشتهر أنه - صلى الله عليه وسلم - كلما كان يبتدئ الكلام يقول بسم الله ، ودعوى الغالبية ممنوعة ، وإنما الشارع رغب الغافلين عن ذكر الله في أنه أقل ما يكون إذا ابتدأ بأمر ذي بال لا ينسون ذكر الملك المتعال ليشتمل بركته إياهم في الحال ، والمآل .
وأما هو بنفسه - صلى الله عليه وسلم - فما كان غمضة جفن ولا طرفة عين غافلا عن المولى ; فكلامه كله ذكر ، وسكوته جميعه فكر ، وحاله دائر بين صبر ، وشكر في كل حلو ومر . وفي بعض النسخ المصححة بأشداقه جمع شدق ، وهو : طرف الفم ، والمراد بالجمع : ما فوق الواحد ، وذلك لأن ذلك البيان إنما يحصل برحب الشدقين بخلاف ضده ; فإنه لا ينفهم منه المقصود كما يشاهد في كلام بعض أرباب الرعونة بخلاف ضده ; فإنه لا ينفهم منه المقصود كما يشاهد بعض أرباب الرعونة ، وأصحاب الكبر ، والخديعة حيث يكتفون بأدنى تحريك الشفتين ، وأما التشدق المذموم المنهي على ما ورد في بعض الأحاديث ، فالمراد منه هو أن يفتتح فاه ، ويتسع في الكلام ، ويتكلف في العبارة من غير قصد المرام .
والحاصل أن
nindex.php?page=treesubj&link=28378كلامه كان وسطا عدلا خارجا عن طرفي الإفراط والتفريط ، من فتح كل الفم ، والاقتصار على طرفه القليل القاصر عن تأدية المقصود من الأحكام ; فيكون بيانا
nindex.php?page=treesubj&link=30992لفصاحة كلامه عليه السلام ، وأما القول بأن ذلك إنما كان لرحب شدقيه ، فكلام من لا يفهم الكلام (
nindex.php?page=treesubj&link=25038ويتكلم بجوامع الكلم ) الجوامع جمع جامعة ، والكلم بفتح الكاف ، وكسر اللام اسم جنس ، ويؤيده قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إليه يصعد الكلم الطيب وقيل جمع حيث لا يقع إلا على الثلاث ، فصاعدا ، والكلم الطيب يؤول ببعض الكلم كذا حرره مولانا
نور الدين عبد الرحمن الجامي - قدس سره السامي - لكن فيه بحث ظاهر لأن الصعود غير مقيد ببعض الطيب دون بعض .
ثم الإضافة في الحديث من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف ، والمعنى أنه كان يتكلم بألفاظ يسيرة متضمنة لمعان كثيرة فقيل هي القرآن وقرره
ابن حجر ، وغيره من الشراح ، ولا يخفى أنه غير ملائم للمقام ، فإنه لا يقال في وصف منطقه أنه كان يتكلم بجوامع الكلم التي هي القرآن ، والأظهر أن المراد بها أعم ; فإن المدح فيها أتم اللهم إلا أن يقال المراد أنه كان يتكلم بالقرآن أي : بمضمون ما فيه من مبانيه ، ومعانيه ، فلا يخرج كلامه عن طبق كلام ربه في كل أمره ، ونهيه ، وجميع شأنه ، فيكون نظير قول
عائشة - رضي الله عنها - لما سئلت عن
nindex.php?page=treesubj&link=30961خلقه - صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم - "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345422كان خلقه القرآن " أي : كان خلقه أن يمتثل قولا ، وفعلا حمد فيه ، ويجتنب عن خلق ، وحال ذم فيه للتنبيه .
وأغرب شارح ، وقال في بعض النسخ بأشداقه بدل بجوامع الكلم ، ووجه غرابته أنه مخالف لأقوال أرباب الرواية ، وأصحاب الدراية ، وقد جمع جمع من الأئمة من
nindex.php?page=treesubj&link=30992كلامه - صلى الله عليه وسلم - المفرد الموجز البديع أحاديث كثيرة من حسن الصنيع ، فاستخرت الله تعالى في جمع أربعين من هذا الباب أذكرها في شرح هذا الكتاب ليكون من الشمائل مشتملا أيضا على
[ ص: 14 ] الأربعين النووية ، وهو الموفق ، والمعين ملتزما بأن يكون كل حديث يتضمن بديع حكم ، وصنيع حكم ، اقتصارا وتحقيقا لما روى
أبو يعلى في مسنده عنه - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345423أعطيت جوامع الكلم ، واختصر لي الكلام اختصارا .
فعنه - صلى الله عليه وسلم - :
( 1 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345424الأيمن ، فالأيمن رواه الشيخان عن
أنس ( 2 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345425الإيمان يمان . رواه الشيخان عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ( 3 ) اخبر تقله رواه
أبو نعيم عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ( 4 )
أرحامكم أرحامكم .
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان عن
أنس ( 5 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345426اشفعوا تؤجروا .
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر عن
معاوية ( 6 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345427أعلنوا النكاح .
أحمد عن
ابن الزبير ( 7 )
أكرموا الخبز .
البيهقي عن
عائشة ( 8 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345428الزم بيتك .
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنهما - ( 9 )
تهادوا تحابوا .
أبو يعلى عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ( 10 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345429الحرب خدعة . الشيخان عن
جابر ( 11 )
الحمى شهادة .
الديلمي عن
أنس ( 12 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345431الدين النصيحة .
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تاريخه عن
nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان ( 13 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345432سددوا وقاربوا .
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ( 14 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345433شراركم عزابكم . عن
عدي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ( 15 )
الصبر رضا .
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر ( 16 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345434الصوم جنة .
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
معاذ ( 17 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345435الطيرة شرك .
أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ( 18 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345436العارية مؤداة .
الحاكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ( 19 )
العدة دين .
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن
علي ( 20 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345437العين حق الشيخان . عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ( 21 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345438الغنم بركة .
أبو يعلى عن
البراء ( 22 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345439الفخذ عورة . ( 23 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345440قفلة كغزوة .
أحمد عن
ابن عمرو ( 24 )
قيد وتوكل .
البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=243عمرو بن أمية ( 25 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345441الكبر الكبر . الشيخان عن
سهل بن أبي حليمة ( 26 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345442موالينا منا .
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ( 27 )
المؤمن مكفر .
الحاكم عن
سعد ( 28 )
المحتكر ملعون .
الحاكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ( 29 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345443المستشار مؤتمن . الأربعة عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ( 30 )
المنتعل راكب .
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر عن
أنس ( 31 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345445نصبر ، ولا نعاقب . الأربعة عن
أبي ( 32 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345446النار جبار .
أبو داود عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ( 33 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345447النبي لا يورث .
أبو يعلى عن
حذيفة ( 34 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345448الندم توبة .
أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ( 35 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345449الوتر بليل .
أحمد عن
أبي سعيد ( 36 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345450لا تتمنوا الموت .
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه عن
حبان ( 37 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345451لا تغضب .
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ( 38 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345452لا ضرر ، ولا ضرار .
أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ( 39 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345453لا وصية لوارث .
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني عن
جابر ( 40 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345454يد الله على الجماعة .
الترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس (
nindex.php?page=treesubj&link=30990كلامه فصل ) أي : فاصل بين الحق ، والباطل ، وهو من قبيل رجل عدل للمبالغة أو المصدر بمعنى فاعل أو بتقدير مضاف أي : ذو فضل أو مصدر بمعنى المفعول أي : مفصول من الباطل ، ومصون عنه ، والمعنى أنه ليس في كلامه ما هو باطل أصلا بل ليس فيه إلا الحق ، والصواب أو ليس فيه إلا ذكر الحق المطلق أو مفصول بعضه عن بعض ، والمعنى ليس بعض كلامه متصلا ببعض آخر بحيث يشوش على المستمع أو يشعر بالعجلة المذمومة أو فصل أي : وسط عدل بين الإفراط ، والتفريط ، فيكون قوله ( لا فضول ، ولا تقصير ) كالبيان له ، والتفسير ، والمعنى لا زيادة ،
nindex.php?page=treesubj&link=30990ولا نقصان في كلامه - صلى الله عليه وسلم - ثم في النسخ المصححة ، والأصول المعتمدة بفتح الاسمين بناء على أن
[ ص: 15 ] لا لنفي الجنس ، والخبر محذوف أي : لا فضول في كلامه ولا تقصير في تحصيل مرامه وفي بعض النسخ بالرفع فيهما فلا عاطفة فالمعنى أن كلامه فصل ليس بفضول ، ولا تقصير ، ولا الثانية لزيادة التأكيد ، وإلى هنا انتهى ما يعلم به كيفية كلامه الوافي بالمرام وصفة منطقه - عليه الصلاة والسلام - وكان الراوي ذكر بقية الحديث استطرادا متطوعا فيه ، واعتضادا لما خطر في خاطره أن للسائل في معرفة جميع أخلاقه مرادا مع أنه قد يجري الكلام على الكلام ، ولو اعتنى بباقي الحديث لحملعلى معان تناسب الكلام في المرام ، فقوله (
ليس بالجافي ) أي : العديم البر قولا وفعلا مأخوذ من الجفاء خلاف البر والوفاء، بل بره حصل للأجانب ، فضلا عن الأقارب ، ووصل على الأعداء ; فكيف إلى الأحباء ; لأنه نعمة مهداة للمؤمنين ، ورحمة مرسلة للعالمين أو ليس بالفظ الغليظ الخلقة والطبع، كما قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك الآية ، ومنه حديث "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345456من بدا جفا " أي : سكن البادية غلظ طبعه لقلة مخالطة الناس ، والجفاء : غلظ الطبع . ذكره في النهاية ، وحاصله أنه ليس يجفوا بأصحابه بل يحسن إلى كل في بابه ( ولا المهين ) بفتح الميم على أنه صفة مشبهة بمعنى الحقير أي ما كان حقيرا ذميما بل كان كبيرا عظيما تغشاه من أنوار الوقار والمهابة ، والجلالة ما ترتعد منه فرائص الكفار ، والفجار ، وتخضع عند رؤيته جفاة الأعراب ، وتذل لعظمته عظماء الملوك على كراسيهم ; فضلا عن الحجاب بالأبواب ، وفي نسخة صحيحة بضمها على أنه اسم فاعل ففي النهاية يروى بفتح الميم زائدة ، والفتح من المهانة ، وهو الحقارة فتكون الميم أصلية انتهى . فعلى الأول أجوف ، وعلى الثاني صحيح ; فتأمل ثم لا يخفى أن المعنى الأخير أنسب بالمقام ; فيكون كما ورد في وصفه
nindex.php?page=treesubj&link=30963عليه الصلاة والسلام أنه كان متواضعا من غير مذلة ، أو المعنى أنه غير جاف للأحباء ، ولا ذليل لدى الأعداء بل متواضع للمؤمنين ، ومتكبر على المتجبرين ; فيطابق قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ويوافق قوله - عز وجل -
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29أشداء على الكفار رحماء بينهم ( يعظم ) بتشديد الظاء ( النعمة ) أي : يقوم بتعظيمها قولا بحمده ، وفعلا بالقيام بشكره في صرفها لمرضاة ربه ( وإن دقت ) أي : وإن صغرت ، وقلت النعمة سواء كانت نعمة ظاهرية أو باطنية دنيوية أو أخروية .
فإن القليل من الخليل جليل .
وما يشكر الكثير من لم يشكر القليل ( لا يذم منها ) أي : من النعمة ( شيئا ) .
[ ص: 16 ] والظرف بيان له مقدم عليه ، والجملة استئناف بيان أي : ومن جملة تعظيمها أنه كان لا يذم منه شيئا بل كان يمدحها ، ويشكرها لما عنده من كمال شهود عظمة المنعم المستلزم لعظمة النعمة بسائر أنواعها ، وحاصله أنه كان يجمع بين نفي المذمة ، ومدح جميع أنواع أفراد النعمة (
غير أنه لم يكن يذم ذواقا ) بفتح أوله ، وتخفيف واوه أي : مأكولا ، ومشروبا ( ولا يمدحه ) أما نفي مدحه ; فلكون المدح يشعر بالحرص ، والشهرة ، وبهذا اتضح أن قول
ابن حجر في قوله غير أنه تأكيد للمدح على حد بيد أني من
قريش ليس في محل للحل فتأمل .
وأغرب منه كلاما
الحنفي حيث قال : هذا دفع وهم نشأ من قوله لا يذم منها شيئا ، وهو أنه يمدحها ، ودفعه أنه لا يمدحها ، ولا يذمها هذا .
قال
ميرك : الذواق فعال بمعنى المفعول من الذوق ، ويقع على الاسم ، والمصدر ، وفي الفائق الذواق اسم ما يذاق أي : لا يصف الطعام بطبيعة ، ولا ببشاعة ، وحاصل الكلام أنه كان يمدح جميع نعم الله ، ولا يشتغل بمذمتها إلا أنه لا يشتغل بمدح المأكول ، والمشروب لأنه مبني على الميل إليه ، ولا يذمه لأنه من أعظم نعم الله عليه ( ولا تغضبه ) بضم أوله أي : لا توقعه في الغضب ( الدنيا ) أي : جاهها ، ومالها لعدم الاعتداد بحالها ، وما لها ، وكيف لا ، وقد قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ( ولا ما كان لها ) أي : ولا يغضبه أيضا ما كان لها تعلق ما بالدنيا لدناءتها ، وسرعة فنائها ، وكثرة عنائها ، وخسة شركائها ، وزيادة لا لمزيد تأكيد النفي ، وهي موجودة في جميع الأصول ، وكأنها سقطت من نسخة
ابن حجر فقال : وكيف تغضبه ، وهو ما كان خلق لها أي : للتمتع بلذاتها بل لهداية الضالين انتهى . وهو صحيح بحسب الدراية لكن يخالفه الرواية ( فإذا تعدي الحق ) بصيغة المجهول أي : إذا تجاوز أحد عن الحق (
لم يقم لغضبه شيء ) أي : لم يدفع
nindex.php?page=treesubj&link=30975غضبه ، ولم يقاومه شيء من الأشياء المانعة في العرف ، والعادة ( حتى ينتصر له ) بصيغة المعلوم أي : حتى ينتقم للحق بالحق (
لا يغضب لنفسه ) أي : ولو تعدي في حقها بالقول أو الفعل من أجلاف العرب أو من بعض المنافقين ( ولا ينتصر لها ) بل يقابله بالحلم ، والكرم لقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ( إذا أشار ) أي : إلى إنسان أو غيره ( أشار ) أي : إليه ( بكفه كلها ) أي : جميعها ، ولا يقتصر على الإشارة إليه ببعضها لأنه من
[ ص: 17 ] أفعال المتكبرين ، وأخلاق المتجبرين ( وإذا تعجب ) أي : في أمر ( قلبها ) أي : قلب الكف من الهيئة التي كان وضع اليد عليها حال التعجب بأن يكون ظهر اليد فوقا ; فيقلبها بأن يجعل بطنها أعلى إشارة إلى تقلب ذلك الأمر المتعجب منه أو اكتفاء بالفعل عن القول في إظهار التعجب ( وإذا تحدث ) أي : تكلم ( اتصل ) أي : حديثه ( بها ) أي : بكفه بمعنى أن حديثه يقارن تحريكها ثم بين ذلك التحريك المقارن للحديث بقوله ( وضرب براحته ) أي : بكفه ( اليمنى بطن إبهامه اليسرى ) وكان هذا عادتهم ، وقيل الباء للتعدية ، وتنازع اتصل ، وضرب في بطن إبهامه وأعمل الثاني ، وقدر للأول أي : أوصل الكف إلى بطن إبهامه اليسرى ، وقيل أقوال أخر متعارضة ، ومتناقصة ليس تحتها فائدة أعرضنا عن ذكرها ( وإذا غضب ) أي : من أحد ، وفي نسخة أغضب بصيغة المجهول من باب الأفعال ( أعرض ) أي : عما يقتضيه الغضب ، وعدل عنه إلى الحلم ، والكرم ، وعفى عنه ( وأشاح ) أي : جد في الإعراض ، وبالغ فيه على ما في الفائق ، وقيل أي : بوجه فيكون من باب قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13فاعف عنهم واصفح وفي نسخة صحيحة ( وإذا فرح ) أي : فرحا كثيرا ( غض طرفه ) بسكون الراء أي : أطرق ولم يفتح عينه تواضعا ، وتمكينا ، وفي رواية ، وكان إذا رضي ، وسر بصيغة المجهول أي : صار مسرورا ، وفرحا ; فكأن وجهه وجه المرآة ( وكأن الجدر تلاحك وجهه ) قال صاحب الكشاف : في كتاب الفائق الملاحكة ، والملاحمة أختان يقال لوحك فقار الناقة ; فهو ملاحك أي : لوحم بينه ، وأدخل بعضه في بعض وكذا البناء ونحوه ، والمعنى أن جدر البيت ترى في وجهه كما ترى في المرآة لوضاءته انتهى .
وأخرج
أبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن
[ ص: 18 ] سالم عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال :
كان nindex.php?page=treesubj&link=30975النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرف رضاه ، وغضبه بوجهه كان إذا رضي فكأنما تلاحك الجدر وجهه ، وإذا غضب خسف لونه .
قال : وقال
أبو بكر بن عاصم يعني شيخه
أبا الحكم الليثي يقول هي المرآة توضع في الشمس ; فيرى ضوءها على الجدر يعني تلاحك الجدر ( جل ضحكه ) بضم الجيم ، وتشديد اللام أي : معظمه ( التبسم ) فلا ينافي ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأدب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في سننه .
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345460لا تكثر الضحك ; فإن كثرة الضحك تميت القلب .
وزيد في نسخة صحيحة ( يفثر ) بسكون الفاء ، وتشديد الراء أي : يضحك ضحكا حسنا بحيث ينكشف ضحكه ، ويصدر حتى بدت أسنانه ( عن مثل حب الغمام ) أي : السحاب ، وهو البرد بفتحتين شبه به أسنانه البيض ، وقيل حب الغمام ، وهو أنسب في باب التشبيه لما في الأول من البرودة ، ولما في الثاني من زيادة تشبيه الفم بالصدف ، والريق بماء الرحمة في بحر النعمة .
( حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ أَبُو وَكِيعٍ حَدَّثَنَا
جُمَيْعٌ ) بِالتَّصْغِيرِ ( ابْنُ عُمَرَ ) وَفِي نُسْخَةٍ
ابْنُ عَمْرٍو بِالْوَاوِ ، وَفِي هَامِشِ أَصْلِ السَّيِّدِ صَوَابُهُ
عُمَيْرٌ بِالتَّصْغِيرِ انْتَهَى . وَهُوَ كَذَا فِي أَصْلِ الشَّرْحِ ثُمَّ قَالَ شَارِحُهُ : وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ
عُمَرُ بَدَلُ
عُمَيْرٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ (
ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ ) بِكَسْرٍ ، فَسُكُونٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ ) بِفَتْحِ الْوَاوِ ، وَاللَّامِ ، وَيَجُوزُ ضَمُّ أَوَّلِهِ ، وَسُكُونُ ثَانِيهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا السَّنَدُ فِي صَدْرِ الْكِتَابِ (
زَوْجِ خَدِيجَةَ ) أَيْ : أَوَّلًا وَهُوَ بِالْجَرِّ عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ
أَبِي هَالَةَ ( يُكَنَّى ) أَيْ : ذَلِكَ الرَّجُلُ (
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنٍ لِأَبِي هَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ) أَيِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ ( قَالَ : سَأَلْتُ خَالِيَ ) أَيْ أَخَا أُمِّي مِنَ الْأُمِّ (
هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ ، وَكَانَ ، وَصَّافًا ) أَيْ كَثِيرَ الْوَصْفِ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا سَبَقَتِ الرِّوَايَةُ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ ، وَالْجُمْلَةُ مُعْتَرِضَةٌ ، وَقَوْلُهُ : ( قُلْتُ ) بَيَانٌ لِسَأَلْتُ ( صِفْ لِي
nindex.php?page=treesubj&link=28378مَنْطِقَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ) أَيْ كَيْفِيَّةَ نُطْقِهِ ، وَهَيْئَةَ سُكُوتِهِ الْمُقَابِلِ لَهُ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْجَوَابُ ، فَهُوَ مِنْ بَابِ الِاكْتِفَاءِ ( قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَيْهِ مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ ) أَيْ كَانَ الْغَالِبُ عَلَيْهِ السُّكُوتَ لِكَوْنِهِ مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ
[ ص: 12 ] ( دَائِمَ الْفِكْرِ ) وَلَا شَكَّ أَنَّ تَوَاصُلَ أَحْزَانِهِ إِنَّمَا كَانَ لِمَزِيدِ تَفَكُّرِهِ ، وَاسْتِغْرَاقِهِ فِي شُهُودِ جَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَكِبْرِيَائِهِ ، وَعَظَمَتِهِ ، وَذَلِكَ يَسْتَدْعِي دَوَامَ الصَّمْتِ ، وَعَدَمَ الرَّاحَةِ إِذْ مِنْ لَازِمِ اشْتِغَالِ الْقَلْبِ انْتِفَاؤُهَا فَقَوْلُهُ ( لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ ) مِنْ لَوَازِمِ مَا قَبْلَهُ صَرَّحَ بِهِ لِلِاهْتِمَامِ بِهِ ، وَتَنْبِيهًا لِمَا قَدْ يَغْفُلُ عَنْهُ كَمَا قَالَهُ
ابْنُ حَجَرٍ ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يَسْتَرِيحُ مِنَ الِاشْتِغَالِ بِالْخَيْرَاتِ قَالَ
مِيرَكُ : وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ فِي الْأُمُورِ الدِّينِيَّةِ أَيْ لَا يَسْتَرِيحُ بِلَذَّاتِ الدُّنْيَا كَأَهْلِهَا قُلْتُ : وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ أَرِحْنَا يَا بِلَالُ .
وَخَبَرُ : قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ .
هَذَا وَقَدْ وَرَدَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345418أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَفِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ ، وَفِي رِوَايَةٍ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً ( طَوِيلَ السَّكْتِ ) خَبَرٌ آخَرُ لِكَانَ ، وَهُوَ تَصْرِيحٌ بِمَا عُلِمَ ضِمْنًا ، وَصَحَّ حَدِيثُ .
مَنْ صَمَتَ نَجَا .
رَوَاهُ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ ، وَحَدِيثُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345419مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ; فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ .
رَوَاهُ
أَحْمَدُ ، وَالشَّيْخَانِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ
أَبِي شُرَيْحٍ وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقِ لَيْتَنِي كَنْتُ أَخْرَسًا إِلَّا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ( لَا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَّةٍ ) أَيْ : مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ دِينِيَّةٍ أَوْ دُنْيَوِيَّةٍ ; فَيَتَحَرَّزُ عَنِ الْكَلَامِ بِلَا فَائِدَةٍ حِسِّيَّةٍ أَوْ مَعْنَوِيَّةٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=3وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَقَدْ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345420إِنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ .
رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ ، وَكَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَا لَا يَعْنِي ، وَفِي شَأْنِهِ نَزَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ( يَفْتَتِحُ الْكَلَامَ ) مِنَ الِافْتِتَاحِ أَيْ : وَيَبْدَؤُهُ ( وَيَخْتِمُهُ ) بِكَسْرِ التَّاءِ مِنَ الْخَتْمِ ، وَفِي رِوَايَةٍ ، وَيَخْتَتِمُهُ مِنَ الِاخْتِتَامِ أَيْ : وَيُتِمُّهُ ( بِاسْمِ اللَّهِ ) مُرْتَبِطٌ بِالْفِعْلَيْنِ عَلَى سَبِيلِ التَّنَازُعِ ، وَالْمَعْنَى أَنَّ كَلَامَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ مَحْفُوظًا بِذِكْرِ اللَّهِ ، وَمُسْتَعَانًا بِاللَّهِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِذِكْرِ الطَّرَفَيْنِ اسْتِيعَابُ الزَّمَانِ بِذِكْرِ الْوَقْتَيْنِ كَمَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ وَفِي قَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ -
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا إِذًا مَا أَظُنُّ أَنَّهُ صَدَرَ مِنْ صَدْرِهِ الشَّرِيفِ كَلِمَةٌ ، وَلَا حَرْفٌ إِلَّا مَقْرُونًا بِذِكْرِ اللَّهِ الْمَنِيفِ لِأَنَّ بَعْضَ أَتْبَاعِهِ يَقُولُ :
وَلَوْ خَطَرَتْ لِي فِي سِوَاكَ إِرَادَةٌ عَلَى خَاطِرِي سَهْوًا حَكَمْتُ بِرِدَّتِي
وَقَدْ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَّا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ ، وَلَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهَا لَكِنْ لَيْسَ الذِّكْرُ مُنْحَصِرًا فِي التَّسْبِيحِ ، وَالتَّهْلِيلِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ بَلْ كُلُّ مُطِيعٍ لِلَّهِ فِي قَوْلِهِ أَوْ فِعْلِهِ ; فَهُوَ ذَاكِرٌ لَهُ سُبْحَانَهُ ، وَأَبْعَدَ شَارِحٌ حَيْثُ قَالَ : وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى اسْتِحْبَابِ افْتِتَاحِ الْكَلَامِ ، وَاخْتِتَامِهِ بِالتَّسْمِيَةِ ، وَأَغْرَبَ
ابْنُ حَجَرٍ فِي جَزْمِهِ ; بِأَنَّ الْمُرَادَ بِاسْمِ اللَّهِ فِي الْأَوَّلِ الْبَسْمَلَةُ غَالِبًا لِنَدْبِهَا فِي كُلِّ ذِي بَالٍ غَيْرِ مَا جَعَلَهُ الشَّارِعُ فِيهِ الِابْتِدَاءُ
[ ص: 13 ] بِغَيْرِهِ كَالْأَذَانِ ، وَالصَّلَاةِ وَفِي الْآخِرَةِ الْحَمْدَلَةُ أَوْ غَيْرُهَا كَالِاسْتِغْفَارِ قَالَ : وَفَهِمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْمُرَادَ بِاسْمِ اللَّهِ الْبَسْمَلَةُ حَتَّى فِي الْآخِرَةِ ; فَقَالَ : لَمْ يُشْتَهَرِ اخْتِتَامُ الْأَمْرِ بِاسْمِ اللَّهِ ، وَهُوَ غَلَطٌ عَجِيبٌ قُلْتُ ، وَكَذَا مَا اشْتُهِرَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُلَّمَا كَانَ يَبْتَدِئُ الْكَلَامَ يَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ ، وَدَعْوَى الْغَالِبِيَّةِ مَمْنُوعَةٌ ، وَإِنَّمَا الشَّارِعُ رَغَّبَ الْغَافِلِينَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ فِي أَنَّهُ أَقَلُّ مَا يَكُونُ إِذَا ابْتَدَأَ بِأَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يَنْسَوْنَ ذِكْرَ الْمَلِكِ الْمُتَعَالِّ لِيَشْتَمِلَ بَرَكَتُهُ إِيَّاهُمْ فِي الْحَالِ ، وَالْمَآلِ .
وَأَمَّا هُوَ بِنَفْسِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَا كَانَ غَمْضَةَ جَفْنٍ وَلَا طَرْفَةَ عَيْنٍ غَافِلًا عَنِ الْمَوْلَى ; فَكَلَامُهُ كُلُّهُ ذِكْرٌ ، وَسُكُوتُهُ جَمِيعُهُ فِكْرٌ ، وَحَالُهُ دَائِرٌ بَيْنَ صَبْرٍ ، وَشُكْرٍ فِي كُلِّ حُلْوٍ وَمُرٍّ . وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ الْمُصَحَّحَةِ بِأَشْدَاقِهِ جَمْعُ شِدْقٍ ، وَهُوَ : طَرَفُ الْفَمِ ، وَالْمُرَادُ بِالْجَمْعِ : مَا فَوْقَ الْوَاحِدِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ ذَلِكَ الْبَيَانَ إِنَّمَا يَحْصُلُ بِرَحْبِ الشِّدْقَيْنِ بِخِلَافِ ضِدِّهِ ; فَإِنَّهُ لَا يَنْفَهِمُ مِنْهُ الْمَقْصُودُ كَمَا يُشَاهَدُ فِي كَلَامِ بَعْضِ أَرْبَابِ الرُّعُونَةِ بِخِلَافِ ضِدِّهِ ; فَإِنَّهُ لَا يَنْفَهِمُ مِنْهُ الْمَقْصُودُ كَمَا يُشَاهَدُ بَعْضُ أَرْبَابِ الرُّعُونَةِ ، وَأَصْحَابُ الْكِبْرِ ، وَالْخَدِيعَةِ حَيْثُ يَكْتَفُونَ بِأَدْنَى تَحْرِيكِ الشَّفَتَيْنِ ، وَأَمَّا التَّشَدُّقُ الْمَذْمُومُ الْمَنْهِيُّ عَلَى مَا وَرَدَ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ ، فَالْمُرَادُ مِنْهُ هُوَ أَنْ يَفْتَتِحَ فَاهُ ، وَيَتَّسِعَ فِي الْكَلَامِ ، وَيَتَكَلَّفَ فِي الْعِبَارَةِ مِنْ غَيْرِ قَصْدِ الْمَرَامِ .
وَالْحَاصِلُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28378كَلَامَهُ كَانَ وَسَطًا عَدْلًا خَارِجًا عَنْ طَرَفَيِ الْإِفْرَاطِ وَالتَّفْرِيطِ ، مِنْ فَتْحِ كُلِّ الْفَمِ ، وَالِاقْتِصَارِ عَلَى طَرَفِهِ الْقَلِيلِ الْقَاصِرِ عَنْ تَأْدِيَةِ الْمَقْصُودِ مِنَ الْأَحْكَامِ ; فَيَكُونُ بَيَانًا
nindex.php?page=treesubj&link=30992لِفَصَاحَةِ كَلَامِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَأَمَّا الْقَوْلُ بِأَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا كَانَ لِرَحْبِ شِدْقَيْهِ ، فَكَلَامُ مَنْ لَا يَفْهَمُ الْكَلَامَ (
nindex.php?page=treesubj&link=25038وَيَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ ) الْجَوَامِعُ جَمْعُ جَامِعَةٍ ، وَالْكَلِمُ بِفَتْحِ الْكَافِ ، وَكَسْرِ اللَّامِ اسْمُ جِنْسٍ ، وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَقِيلَ جَمْعٌ حَيْثُ لَا يَقَعُ إِلَّا عَلَى الثَّلَاثِ ، فَصَاعِدًا ، وَالْكَلِمُ الطَّيِّبُ يُؤَوَّلُ بِبَعْضِ الْكَلِمِ كَذَا حَرَّرَهُ مَوْلَانَا
نُورُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْجَامِيُّ - قُدِّسَ سِرُّهُ السَّامِي - لَكِنْ فِيهِ بَحْثٌ ظَاهِرٌ لِأَنَّ الصُّعُودَ غَيْرُ مُقَيَّدٍ بِبَعْضِ الطَّيِّبِ دُونَ بَعْضٍ .
ثُمَّ الْإِضَافَةُ فِي الْحَدِيثِ مِنْ قَبِيلِ إِضَافَةِ الصِّفَةِ إِلَى الْمَوْصُوفِ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِأَلْفَاظٍ يَسِيرَةٍ مُتَضَمِّنَةٍ لِمَعَانٍ كَثِيرَةٍ فَقِيلَ هِيَ الْقُرْآنُ وَقَرَّرَهُ
ابْنُ حَجَرٍ ، وَغَيْرُهُ مِنَ الشُّرَّاحِ ، وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ غَيْرُ مُلَائِمٍ لِلْمَقَامِ ، فَإِنَّهُ لَا يُقَالُ فِي وَصْفِ مَنْطِقِهِ أَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ الَّتِي هِيَ الْقُرْآنُ ، وَالْأَظْهَرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا أَعَمُّ ; فَإِنَّ الْمَدْحَ فِيهَا أَتَمُّ اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يُقَالَ الْمُرَادُ أَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِالْقُرْآنِ أَيْ : بِمَضْمُونِ مَا فِيهِ مِنْ مَبَانِيهِ ، وَمَعَانِيهِ ، فَلَا يَخْرُجُ كَلَامُهُ عَنْ طِبْقِ كَلَامِ رَبِّهِ فِي كُلِّ أَمْرِهِ ، وَنَهْيِهِ ، وَجَمِيعِ شَأْنِهِ ، فَيَكُونُ نَظِيرَ قَوْلِ
عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لَمَّا سُئِلَتْ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30961خُلُقِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَّفَ وَكَرَّمَ - "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345422كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ " أَيْ : كَانَ خُلُقُهُ أَنْ يَمْتَثِلَ قَوْلًا ، وَفِعْلًا حُمِدَ فِيهِ ، وَيَجْتَنِبَ عَنْ خُلُقٍ ، وَحَالٍ ذُمَّ فِيهِ لِلتَّنْبِيهِ .
وَأَغْرَبَ شَارِحٌ ، وَقَالَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ بِأَشْدَاقِهِ بَدَلَ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ ، وَوَجْهُ غَرَابَتِهِ أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِأَقْوَالِ أَرْبَابِ الرِّوَايَةِ ، وَأَصْحَابِ الدِّرَايَةِ ، وَقَدْ جَمَعَ جَمْعٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30992كَلَامِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمُفْرَدِ الْمُوجَزِ الْبَدِيعَ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً مِنْ حُسْنِ الصَّنِيعِ ، فَاسْتَخَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى فِي جَمْعِ أَرْبَعِينَ مِنْ هَذَا الْبَابِ أَذْكُرُهَا فِي شَرْحِ هَذَا الْكِتَابِ لِيَكُونَ مِنَ الشَّمَائِلِ مُشْتَمِلًا أَيْضًا عَلَى
[ ص: 14 ] الْأَرْبَعِينَ النَّوَوِيَّةِ ، وَهُوَ الْمُوَفِّقُ ، وَالْمُعِينُ مُلْتَزِمًا بِأَنْ يَكُونَ كُلُّ حَدِيثٍ يَتَضَمَّنُ بَدِيعَ حُكْمٍ ، وَصَنِيعَ حُكْمٍ ، اقْتِصَارًا وَتَحْقِيقًا لِمَا رَوَى
أَبُو يَعْلَى فِي مَسْنَدِهِ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345423أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَاخْتُصِرَ لِيَ الْكَلَامُ اخْتِصَارًا .
فَعَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
( 1 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345424الْأَيْمَنُ ، فَالْأَيْمَنُ رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ
أَنَسٍ ( 2 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345425الْإِيمَانُ يَمَانٍ . رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ( 3 ) اخْبَرْ تَقْلَهْ رَوَاهُ
أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ ( 4 )
أَرْحَامَكُمْ أَرْحَامَكُمْ .
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنُ حِبَّانَ عَنْ
أَنَسٍ ( 5 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345426اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا .
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ
مُعَاوِيَةَ ( 6 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345427أَعْلِنُوا النِّكَاحَ .
أَحْمَدُ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ ( 7 )
أَكْرِمُوا الْخُبْزَ .
الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
عَائِشَةَ ( 8 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345428الْزَمْ بَيْتَكَ .
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - ( 9 )
تَهَادَوْا تَحَابُّوا .
أَبُو يَعْلَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ( 10 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345429الْحَرْبُ خَدْعَةٌ . الشَّيْخَانِ عَنْ
جَابِرٍ ( 11 )
الْحُمَّى شَهَادَةٌ .
الدَّيْلَمِيُّ عَنْ
أَنَسٍ ( 12 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345431الدِّينُ النَّصِيحَةُ .
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=99ثَوْبَانَ ( 13 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345432سَدِّدُوا وَقَارِبُوا .
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ ( 14 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345433شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ . عَنْ
عَدِيٍّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ( 15 )
الصَّبْرُ رِضًا .
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ ( 16 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345434الصَّوْمُ جُنَّةٌ .
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ عَنْ
مُعَاذٍ ( 17 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345435الطِّيَرَةُ شِرْكٌ .
أَحْمَدُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ( 18 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345436الْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ .
الْحَاكِمُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ( 19 )
الْعِدَةُ دَيْنٌ .
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ عَنْ
عَلِيٍّ ( 20 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345437الْعَيْنُ حَقٌّ الشَّيْخَانِ . عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ( 21 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345438الْغَنَمُ بَرَكَةٌ .
أَبُو يَعْلَى عَنِ
الْبَرَاءِ ( 22 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345439الْفَخْذُ عَوْرَةٌ . ( 23 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345440قَفْلَةٌ كَغَزْوَةٍ .
أَحْمَدُ عَنِ
ابْنِ عَمْرٍو ( 24 )
قَيِّدْ وَتَوَكَّلْ .
الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=243عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ ( 25 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345441الْكُبْرَ الْكُبْرَ . الشَّيْخَانِ عَنْ
سَهْلِ بْنِ أَبِي حَلِيمَةَ ( 26 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345442مَوَالِينَا مِنَّا .
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ ( 27 )
الْمُؤْمِنُ مُكَفِّرٌ .
الْحَاكِمُ عَنْ
سَعْدٍ ( 28 )
الْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ .
الْحَاكِمُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ ( 29 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345443الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ . الْأَرْبَعَةُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ( 30 )
الْمُنْتَعِلُ رَاكِبٌ .
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ
أَنَسٍ ( 31 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345445نَصْبِرُ ، وَلَا نُعَاقِبُ . الْأَرْبَعَةُ عَنْ
أُبَيٍّ ( 32 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345446النَّارُ جُبَارٌ .
أَبُو دَاوُدَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ( 33 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345447النَّبِيُّ لَا يُورَثُ .
أَبُو يَعْلَى عَنْ
حُذَيْفَةَ ( 34 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345448النَّدَمُ تَوْبَةٌ .
أَحْمَدُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ( 35 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345449الْوِتْرُ بِلَيْلٍ .
أَحْمَدُ عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ ( 36 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345450لَا تَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ .
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنُ مَاجَهْ عَنْ
حِبَّانَ ( 37 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345451لَا تَغْضَبْ .
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ( 38 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345452لَا ضَرَرَ ، وَلَا ضِرَارَ .
أَحْمَدُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ( 39 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345453لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ
جَابِرٍ ( 40 )
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345454يَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ .
التِّرْمِذِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ (
nindex.php?page=treesubj&link=30990كَلَامُهُ فَصْلٌ ) أَيْ : فَاصِلٌ بَيْنَ الْحَقِّ ، وَالْبَاطِلِ ، وَهُوَ مِنْ قَبِيلِ رَجُلٍ عَدْلٍ لِلْمُبَالِغَةِ أَوِ الْمَصْدَرِ بِمَعْنَى فَاعِلٍ أَوْ بِتَقْدِيرِ مُضَافٍ أَيْ : ذُو فَضْلٍ أَوْ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ أَيْ : مَفْصُولٌ مِنَ الْبَاطِلِ ، وَمَصُونٌ عَنْهُ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَامِهِ مَا هُوَ بَاطِلٌ أَصْلًا بَلْ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْحَقُّ ، وَالصَّوَابُ أَوْ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا ذِكْرُ الْحَقِّ الْمُطْلَقِ أَوْ مَفْصُولٌ بَعْضُهُ عَنْ بَعْضٍ ، وَالْمَعْنَى لَيْسَ بَعْضُ كَلَامِهِ مُتَّصِلًا بِبَعْضٍ آخَرَ بِحَيْثُ يُشَوِّشُ عَلَى الْمُسْتَمِعِ أَوْ يُشْعِرُ بِالْعَجَلَةِ الْمَذْمُومَةِ أَوْ فَصْلٌ أَيْ : وَسَطٌ عَدْلٌ بَيْنَ الْإِفْرَاطِ ، وَالتَّفْرِيطِ ، فَيَكُونُ قَوْلُهُ ( لَا فُضُولَ ، وَلَا تَقْصِيرَ ) كَالْبَيَانِ لَهُ ، وَالتَّفْسِيرِ ، وَالْمَعْنَى لَا زِيَادَةَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=30990وَلَا نُقْصَانَ فِي كَلَامِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ فِي النُّسَخِ الْمُصَحَّحَةِ ، وَالْأُصُولِ الْمُعْتَمَدَةِ بِفَتْحِ الِاسْمَيْنِ بِنَاءً عَلَى أَنَّ
[ ص: 15 ] لَا لِنَفْيِ الْجِنْسِ ، وَالْخَبَرَ مَحْذُوفٌ أَيْ : لَا فُضُولَ فِي كَلَامِهِ وَلَا تَقْصِيرَ فِي تَحْصِيلِ مَرَامِهِ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ بِالرَّفْعِ فِيهِمَا فَلَا عَاطِفَةٌ فَالْمَعْنَى أَنَّ كَلَامَهُ فَصْلٌ لَيْسَ بِفُضُولٍ ، وَلَا تَقْصِيرٍ ، وَلَا الثَّانِيَةُ لِزِيَادَةِ التَّأْكِيدِ ، وَإِلَى هُنَا انْتَهَى مَا يُعْلَمُ بِهِ كَيْفِيَّةُ كَلَامِهِ الْوَافِي بِالْمَرَامِ وَصِفَةُ مَنْطِقِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَكَانَ الرَّاوِي ذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ اسْتِطْرَادًا مُتَطَوِّعًا فِيهِ ، وَاعْتِضَادًا لَمَّا خَطَرَ فِي خَاطِرِهِ أَنَّ لِلسَّائِلِ فِي مَعْرِفَةِ جَمِيعِ أَخْلَاقِهِ مُرَادًا مَعَ أَنَّهُ قَدْ يَجْرِي الْكَلَامُ عَلَى الْكَلَامِ ، وَلَوِ اعْتَنَى بِبَاقِي الْحَدِيثِ لَحُمِلَعَلَى مَعَانٍ تُنَاسِبُ الْكَلَامَ فِي الْمَرَامِ ، فَقَوْلُهُ (
لَيْسَ بِالْجَافِي ) أَيِ : الْعَدِيمِ الْبِرِّ قَوْلًا وَفِعْلًا مَأْخُوذٌ مِنَ الْجَفَاءِ خِلَافَ الْبِرِّ وَالْوَفَاءِ، بَلْ بِرُّهُ حَصَلَ لِلْأَجَانِبِ ، فَضْلًا عَنِ الْأَقَارِبِ ، وَوَصَلَ عَلَى الْأَعْدَاءِ ; فَكَيْفَ إِلَى الْأَحِبَّاءِ ; لِأَنَّهُ نِعْمَةٌ مُهْدَاةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَرَحْمَةٌ مُرْسَلَةٌ لِلْعَالَمِينَ أَوْ لَيْسَ بِالْفَظِّ الْغَلِيظِ الْخِلْقَةِ وَالطَّبْعِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ الْآيَةَ ، وَمِنْهُ حَدِيثُ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345456مَنْ بَدَا جَفَا " أَيْ : سَكَنَ الْبَادِيَةَ غَلُظَ طَبْعُهُ لِقِلَّةِ مُخَالَطَةِ النَّاسِ ، وَالْجُفَاءُ : غِلَظُ الطَّبْعِ . ذَكَرُهُ فِي النِّهَايَةِ ، وَحَاصِلُهُ أَنَّهُ لَيْسَ يَجْفُوَا بِأَصْحَابِهِ بَلْ يُحْسِنُ إِلَى كُلٍّ فِي بَابِهِ ( وَلَا الْمَهِينِ ) بِفَتْحِ الْمِيمِ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ بِمَعْنَى الْحَقِيرِ أَيْ مَا كَانَ حَقِيرًا ذَمِيمًا بَلْ كَانَ كَبِيرًا عَظِيمًا تَغْشَاهُ مِنْ أَنْوَارِ الْوَقَارِ وَالْمَهَابَةِ ، وَالْجَلَالَةِ مَا تَرْتَعِدُ مِنْهُ فَرَائِصُ الْكُفَّارِ ، وَالْفُجَّارِ ، وَتَخْضَعُ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ جُفَاةُ الْأَعْرَابِ ، وَتَذِلُّ لِعَظَمَتِهِ عُظَمَاءُ الْمُلُوكِ عَلَى كَرَاسِيِّهِمْ ; فَضْلًا عَنِ الْحِجَابِ بِالْأَبْوَابِ ، وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ بِضَمِّهَا عَلَى أَنَّهُ اسْمُ فَاعِلٍ فَفِي النِّهَايَةِ يُرْوَى بِفَتْحِ الْمِيمِ زَائِدَةٍ ، وَالْفَتْحُ مِنَ الْمَهَانَةِ ، وَهُوَ الْحَقَارَةُ فَتَكُونُ الْمِيمُ أَصْلِيَّةً انْتَهَى . فَعَلَى الْأَوَّلِ أَجْوَفٌ ، وَعَلَى الثَّانِي صَحِيحٌ ; فَتَأَمَّلْ ثُمَّ لَا يَخْفَى أَنَّ الْمَعْنَى الْأَخِيرَ أَنْسَبُ بِالْمَقَامِ ; فَيَكُونُ كَمَا وَرَدَ فِي وَصْفِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=30963عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّهُ كَانَ مُتَوَاضِعًا مِنْ غَيْرِ مَذَلَّةٍ ، أَوِ الْمَعْنَى أَنَّهُ غَيْرُ جَافٍّ لِلْأَحِبَّاءِ ، وَلَا ذَلِيلٍ لَدَى الْأَعْدَاءِ بَلْ مُتَوَاضِعٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَمُتَكَبِّرٌ عَلَى الْمُتَجَبِّرِينَ ; فَيُطَابِقُ قَوْلَهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ وَيُوَافِقُ قَوْلَهُ - عَزَّ وَجَلَّ -
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ( يُعَظِّمُ ) بِتَشْدِيدِ الظَّاءِ ( النِّعْمَةَ ) أَيْ : يَقُومُ بِتَعْظِيمِهَا قَوْلًا بِحَمْدِهِ ، وَفِعْلًا بِالْقِيَامِ بِشُكْرِهِ فِي صَرْفِهَا لِمَرْضَاةِ رَبِّهِ ( وَإِنْ دَقَّتْ ) أَيْ : وَإِنْ صَغُرَتْ ، وَقَلَّتِ النِّعْمَةُ سَوَاءٌ كَانَتْ نِعْمَةً ظَاهِرِيَّةً أَوْ بَاطِنِيَّةً دُنْيَوِيَّةً أَوْ أُخْرَوِيَّةً .
فَإِنَّ الْقَلِيلَ مِنَ الْخَلِيلِ جَلِيلٌ .
وَمَا يَشْكُرُ الْكَثِيرَ مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ ( لَا يَذُمُّ مِنْهَا ) أَيْ : مِنَ النِّعْمَةِ ( شَيْئًا ) .
[ ص: 16 ] وَالظَّرْفُ بَيَانٌ لَهُ مُقَدَّمٌ عَلَيْهِ ، وَالْجُمْلَةُ اسْتِئْنَافُ بَيَانٍ أَيْ : وَمِنْ جُمْلَةِ تَعْظِيمِهَا أَنَّهُ كَانَ لَا يَذُمُّ مِنْهُ شَيْئًا بَلْ كَانَ يَمْدَحُهَا ، وَيَشْكُرُهَا لِمَا عِنْدَهُ مِنْ كَمَالِ شُهُودِ عَظَمَةِ الْمُنْعِمِ الْمُسْتَلْزِمِ لِعَظَمَةِ النِّعْمَةِ بِسَائِرِ أَنْوَاعِهَا ، وَحَاصِلُهُ أَنَّهُ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ نَفْيِ الْمَذَمَّةِ ، وَمَدْحِ جَمِيعِ أَنْوَاعِ أَفْرَادِ النِّعْمَةِ (
غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَذُمُّ ذَوَاقًا ) بِفَتْحِ أَوَّلِهِ ، وَتَخْفِيفِ وَاوِهِ أَيْ : مَأْكُولًا ، وَمَشْرُوبًا ( وَلَا يَمْدَحُهُ ) أَمَّا نَفْيُ مَدْحِهِ ; فَلِكَوْنِ الْمَدْحِ يُشْعِرُ بِالْحِرْصِ ، وَالشُّهْرَةِ ، وَبِهَذَا اتَّضَحَ أَنَّ قَوْلَ
ابْنِ حَجْرٍ فِي قَوْلِهِ غَيْرَ أَنَّهُ تَأْكِيدٌ لِلْمَدْحِ عَلَى حَدِّ بَيْدَ أَنِّي مِنْ
قُرَيْشٍ لَيْسَ فِي مَحَلٍّ لِلْحَلِّ فَتَأَمَّلْ .
وَأَغْرَبُ مِنْهُ كَلَامًا
الْحَنَفِيُّ حَيْثُ قَالَ : هَذَا دَفْعُ وَهْمٍ نَشَأَ مِنْ قَوْلِهِ لَا يَذُمُّ مِنْهَا شَيْئًا ، وَهُوَ أَنَّهُ يَمْدَحُهَا ، وَدَفَعَهُ أَنَّهُ لَا يَمْدَحُهَا ، وَلَا يَذُمُّهَا هَذَا .
قَالَ
مِيرَكُ : الذَّوَّاقُ فَعَّالٌ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ مِنَ الذَّوْقِ ، وَيَقَعُ عَلَى الِاسْمِ ، وَالْمَصْدَرِ ، وَفِي الْفَائِقِ الذَّوَّاقُ اسْمُ مَا يُذَاقُ أَيْ : لَا يَصِفُ الطَّعَامَ بِطَبِيعَةٍ ، وَلَا بِبَشَاعَةٍ ، وَحَاصِلُ الْكَلَامِ أَنَّهُ كَانَ يَمْدَحُ جَمِيعَ نِعَمِ اللَّهِ ، وَلَا يَشْتَغِلُ بِمَذَمَّتِهَا إِلَّا أَنَّهُ لَا يَشْتَغِلُ بِمَدْحِ الْمَأْكُولِ ، وَالْمَشْرُوبِ لِأَنَّهُ مَبْنِيٌّ عَلَى الْمَيْلِ إِلَيْهِ ، وَلَا يَذُمُّهُ لِأَنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ ( وَلَا تُغْضِبُهُ ) بِضَمِّ أَوَّلِهِ أَيْ : لَا تُوقِعُهُ فِي الْغَضَبِ ( الدُّنْيَا ) أَيْ : جَاهُهَا ، وَمَالُهَا لِعَدَمِ الِاعْتِدَادِ بِحَالِهَا ، وَمَا لَهَا ، وَكَيْفَ لَا ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ( وَلَا مَا كَانَ لَهَا ) أَيْ : وَلَا يُغْضِبُهُ أَيْضًا مَا كَانَ لَهَا تَعَلُّقٌ مَا بِالدُّنْيَا لِدَنَاءَتِهَا ، وَسُرْعَةِ فَنَائِهَا ، وَكَثْرَةِ عَنَائِهَا ، وَخِسَّةِ شُرَكَائِهَا ، وَزِيَادَةُ لَا لِمَزِيدِ تَأْكِيدِ النَّفْيِ ، وَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِي جَمِيعِ الْأُصُولِ ، وَكَأَنَّهَا سَقَطَتْ مِنْ نُسْخَةِ
ابْنِ حَجَرٍ فَقَالَ : وَكَيْفَ تُغْضِبُهُ ، وَهُوَ مَا كَانَ خُلِقَ لَهَا أَيْ : لِلتَّمَتُّعِ بِلَذَّاتِهَا بَلْ لِهِدَايَةِ الضَّالِّينَ انْتَهَى . وَهُوَ صَحِيحٌ بِحَسَبِ الدِّرَايَةِ لَكِنْ يُخَالِفُهُ الرِّوَايَةُ ( فَإِذَا تُعُدِّيَ الْحَقُّ ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ : إِذَا تَجَاوَزَ أَحَدٌ عَنِ الْحَقِّ (
لَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ ) أَيْ : لَمْ يَدْفَعْ
nindex.php?page=treesubj&link=30975غَضَبَهُ ، وَلَمْ يُقَاوِمْهُ شَيْءٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ الْمَانِعَةِ فِي الْعُرْفِ ، وَالْعَادَةِ ( حَتَّى يَنْتَصِرَ لَهُ ) بِصِيغَةِ الْمَعْلُومِ أَيْ : حَتَّى يَنْتَقِمَ لِلْحَقِّ بِالْحَقِّ (
لَا يَغْضَبُ لِنَفْسِهِ ) أَيْ : وَلَوْ تُعُدِّيَ فِي حَقِّهَا بِالْقَوْلِ أَوِ الْفِعْلِ مِنْ أَجْلَافِ الْعَرَبِ أَوْ مِنْ بَعْضِ الْمُنَافِقِينَ ( وَلَا يَنْتَصِرُ لَهَا ) بَلْ يُقَابِلُهُ بِالْحِلْمِ ، وَالْكَرَمِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ( إِذَا أَشَارَ ) أَيْ : إِلَى إِنْسَانٍ أَوْ غَيْرِهِ ( أَشَارَ ) أَيْ : إِلَيْهِ ( بِكَفِّهِ كُلِّهَا ) أَيْ : جَمِيعِهَا ، وَلَا يَقْتَصِرُ عَلَى الْإِشَارَةِ إِلَيْهِ بِبَعْضِهَا لِأَنَّهُ مِنْ
[ ص: 17 ] أَفْعَالِ الْمُتَكَبِّرِينَ ، وَأَخْلَاقِ الْمُتَجَبِّرِينَ ( وَإِذَا تَعَجَّبَ ) أَيْ : فِي أَمْرٍ ( قَلَبَهَا ) أَيْ : قَلَبَ الْكَفَّ مِنَ الْهَيْئَةِ الَّتِي كَانَ وَضْعُ الْيَدِ عَلَيْهَا حَالَ التَّعَجُّبِ بِأَنْ يَكُونَ ظَهْرُ الْيَدِ فَوْقًا ; فَيَقْلِبُهَا بِأَنْ يَجْعَلَ بَطْنَهَا أَعْلَى إِشَارَةً إِلَى تَقَلُّبِ ذَلِكَ الْأَمْرِ الْمُتَعَجَّبِ مِنْهُ أَوِ اكْتِفَاءً بِالْفِعْلِ عَنِ الْقَوْلِ فِي إِظْهَارِ التَّعَجُّبِ ( وَإِذَا تَحَدَّثَ ) أَيْ : تَكَلَّمَ ( اتَّصَلَ ) أَيْ : حَدِيثُهُ ( بِهَا ) أَيْ : بِكَفِّهِ بِمَعْنَى أَنَّ حَدِيثَهُ يُقَارِنُ تَحْرِيكَهَا ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ التَّحْرِيكَ الْمُقَارِنَ لِلْحَدِيثِ بِقَوْلِهِ ( وَضَرَبَ بِرَاحَتِهِ ) أَيْ : بِكَفِّهِ ( الْيُمْنَى بَطْنَ إِبْهَامِهِ الْيُسْرَى ) وَكَانَ هَذَا عَادَتَهُمْ ، وَقِيلَ الْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ ، وَتَنَازَعَ اتَّصَلَ ، وَضَرَبَ فِي بَطْنِ إِبْهَامِهِ وَأُعْمِلَ الثَّانِي ، وَقُدِّرَ لِلْأَوَّلِ أَيْ : أَوْصَلَ الْكَفَّ إِلَى بَطْنِ إِبْهَامِهِ الْيُسْرَى ، وَقِيلَ أَقْوَالٌ أُخَرُ مُتَعَارِضَةٌ ، وَمُتَنَاقِصَةٌ لَيْسَ تَحْتَهَا فَائِدَةٌ أَعْرَضْنَا عَنْ ذِكْرِهَا ( وَإِذَا غَضِبَ ) أَيْ : مِنْ أَحَدٍ ، وَفِي نُسْخَةٍ أُغْضِبَ بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ مِنْ بَابِ الْأَفْعَالِ ( أَعْرَضَ ) أَيْ : عَمَّا يَقْتَضِيهِ الْغَضَبُ ، وَعَدَلَ عَنْهُ إِلَى الْحِلْمِ ، وَالْكَرْمِ ، وَعَفَى عَنْهُ ( وَأَشَاحَ ) أَيْ : جَدَّ فِي الْإِعْرَاضِ ، وَبَالَغَ فِيهِ عَلَى مَا فِي الْفَائِقِ ، وَقِيلَ أَيْ : بِوَجْهٍ فَيَكُونُ مِنْ بَابِ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ ( وَإِذَا فَرِحَ ) أَيْ : فَرَحَا كَثِيرًا ( غَضَّ طَرْفَهُ ) بِسُكُونِ الرَّاءِ أَيْ : أَطْرَقَ وَلَمْ يَفْتَحْ عَيْنَهُ تَوَاضُعًا ، وَتَمْكِينًا ، وَفِي رِوَايَةٍ ، وَكَانَ إِذَا رَضِيَ ، وَسُرَّ بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ : صَارَ مَسْرُورًا ، وَفَرِحًا ; فَكَأَنَّ وَجْهَهُ وَجْهُ الْمِرْآةِ ( وَكَأَنَّ الْجُدُرَ تُلَاحِكُ وَجْهَهُ ) قَالَ صَاحِبُ الْكَشَّافِ : فِي كِتَابِ الْفَائِقِ الْمُلَاحَكَةُ ، وَالْمُلَاحَمَةُ أُخْتَانِ يُقَالُ لُوحِكَ فِقَارُ النَّاقَةِ ; فَهُوَ مُلَاحَكٌ أَيْ : لُوحِمَ بَيْنَهُ ، وَأُدْخِلَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ وَكَذَا الْبِنَاءُ وَنَحْوُهُ ، وَالْمَعْنَى أَنَّ جُدُرَ الْبَيْتِ تُرَى فِي وَجْهِهِ كَمَا تُرَى فِي الْمِرْآةِ لِوَضَاءَتِهِ انْتَهَى .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ فِي أَخْلَاقِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ عَنْ
[ ص: 18 ] سَالِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
كَانَ nindex.php?page=treesubj&link=30975النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعْرَفُ رِضَاهُ ، وَغَضَبُهُ بِوَجْهِهِ كَانَ إِذَا رَضِيَ فَكَأَنَّمَا تُلَاحِكُ الْجُدَرُ وَجْهَهُ ، وَإِذَا غَضِبَ خَسَفَ لَوْنُهُ .
قَالَ : وَقَالَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَاصِمٍ يَعْنِي شَيْخَهُ
أَبَا الْحَكَمِ اللَّيْثِيِّ يَقُولُ هِيَ الْمِرْآةُ تُوضَعُ فِي الشَّمْسِ ; فَيُرَى ضَوْءُهَا عَلَى الْجُدُرِ يَعْنِي تُلَاحِكُ الْجُدَرَ ( جُلُّ ضَحِكِهِ ) بِضَمِّ الْجِيمِ ، وَتَشْدِيدِ اللَّامِ أَيْ : مُعْظَمُهُ ( التَّبَسُّمُ ) فَلَا يُنَافِي مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345460لَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ ; فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ .
وَزِيدَ فِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ ( يَفْثُرُّ ) بِسُكُونِ الْفَاءِ ، وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ أَيْ : يَضْحَكُ ضَحِكًا حَسَنًا بِحَيْثُ يَنْكَشِفُ ضَحِكُهُ ، وَيَصْدُرُ حَتَّى بَدَتْ أَسْنَانُهُ ( عَنْ مِثْلِ حَبِّ الْغَمَامِ ) أَيِ : السَّحَابِ ، وَهُوَ الْبَرَدُ بِفَتْحَتَيْنِ شَبَّهَ بِهِ أَسْنَانَهُ الْبِيضَ ، وَقِيلَ حَبُّ الْغَمَامِ ، وَهُوَ أَنْسَبُ فِي بَابِ التَّشْبِيهِ لِمَا فِي الْأَوَّلِ مِنَ الْبُرُودَةِ ، وَلِمَا فِي الثَّانِي مِنْ زِيَادَةِ تَشْبِيهِ الْفَمِ بِالصَّدَفِ ، وَالرِّيقِ بِمَاءِ الرَّحْمَةِ فِي بَحْرِ النِّعْمَةِ .