الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود ) قيل اسمه عمر بن سعد ( الحفري ) بفتح الحاء المهملة ، والفاء نسبة إلى حفر محل بالكوفة كان ينزله ( عن سفيان عن الجريري ) بضم الجيم ، وفتح الراء الأولى اسمه سعيد بن إياس ذكره ميرك ( عن أبي نضرة ) بفتح ، وسكون معجمة أي المنذر بن مالك ذكره ميرك ( عن رجل ) وفي نسخة الطفاوي بضم الطاء المهملة ، والفاء قال ابن حجر : وسيأتي في السند الآتي بدله الطفاوي منسوب لطفاوة حي من قيس غيلان ، وهو مجهول أيضا ففي الحديث مجهول على كل تقدير ، قلت : الحديث رواه الترمذي في جامعه عنه ، والطبراني والضياء عن أنس ، وقال ميرك : حسنه المؤلف في جامعه ، وإن كان فيه مجهول لأنه تابعي ، والراوي عنه ثقة فجهالته تغتفر من هذا الوجه ( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طيب الرجال ) قال ميرك : الطيب قد جاء مصدرا واسما ، وهو المراد هنا ، ومعناه ما يتطيب به على ما ذكره الجوهري انتهى قيل ويصح إرادة المصدر هنا ، وهو غير بعيد ، وإن قال ابن حجر : وهو بعيد ( ما ظهر ريحه ، وخفي لونه ) كماء الورود ، والمسك والعنبر والكافور ( وطيب النساء ما ظهر لونه ، وخفي ريحه ) كالزعفران ، والصندل ، وفي شرح ابن حجر ، وقال غير واحد وكالحناء وهو عجيب منهم إذ هم شافعيون ، والمقرر من مذهبهم أن الحناء ليست من أنواع الطيب ، خلافا للحنفية ، وقال عيسى بن أبي عروبة راوي الحديث عن قتادة أراهم حملوا هذا على ما إذا أرادت الخروج فأما إذا كانت عند زوجها ; فلتطيب بما شاءت انتهى ; فإن مرورها على الرجال مع ظهور رائحة الطيب منها منهي عنه ، ويؤيده ما وقع في حديث آخر .

أيما امرأة أصابت بخورا ; فلا تشهد معنا العشاء الآخر رواه أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي عن أبي هريرة أيضا ، وفي رواية لأحمد ، والترمذي عن أبي موسى " كل عين زانية ، والمرأة إذا استعطرت [ ص: 6 ] ومرت بالمجلس ; فهي زانية " .

ثم الطيب يتأكد للرجال في نحو يوم الجمعة ، والعيد ، وعند الإحرام ، وحضور المحافل ، وقراءة القرآن ، والمعلم ، والذكر ، ويتأكد لكل واحد منهما عند المباشرة ; فإنه من حسن المعاشرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية