( حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي ) بتشديد الياء كمرمي ( حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير ) بالتصغير ( حدثنا
أبو سلمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345510nindex.php?page=treesubj&link=23695إن أصدق كلمة قالها الشاعر ) المراد بالكلمة هنا القطعة من الكلام ( كلمة لبيد ) أي :
ابن ربيعة العامري قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة وفد قومه كان شريفا في الجاهلية ، والإسلام نزل
الكوفة مات سنة إحدى وأربعين ، وله من العمر مائة وأربعون سنة ، وقيل مائة وسبع وخمسون سنة ، وقيل غير ذلك ، وهو المشهور من فصحاء العرب ، وشعرائهم ، ولما أسلم لم يقل شعرا ، وقال يكفيني القرآن ، وكأنه رضي الله عنه استحيى من أن يقول شيئا بعد سماعه كلامه تعالى ، وحقق إظهار المعجزة ، وصدقه تعالى في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=51أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم أو خاض في لجج أمواج بحار العلوم بحيث أنه ما بقي له اشتغال بغيره من العلوم لقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : جميع العلم في القرآن لكن تقاصر عنه أفهام الرجال .
ولعله - صلى الله عليه وسلم - كان يتمثل بالشعر ويمدحه أحيانا تألفا لقلوب المؤمنين ، وتدرجا بأقوال العارفين إلى كلام رب العالمين للمناسبة البشرية العاجزة غالبا عن فهم الأسرار الإلهية .
وهذا وجه ما حكي أن بعض المشايخ قرأ حزبه من القرآن بعد الصبح ورقة بعد ورقة ، ولم يحصل له وجد وذوق ورقة ثم حضر قوال ، وأنشد له شعرا فحصل له سماع ، وتواجد عظيم بحسب التوفيق ، ولما أفاق قال : أما تعذرون القائلين في حقي أنه الزنديق وعلى الجملة ; ففي الحديث منقبة شريفة
للبيد وكلمته (
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
) فألا للتنبيه ، والمراد بالباطل : الفاني المضمحل ، وإنما كان كلامه أصدق ؛ لأنه وافق أصدق الكلام في أحق المرام ، وهو قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كل شيء هالك إلا وجهه وهو زبدة مسألة التوحيد ، وعمدة كلمة أهل التفريد من قول بعضهم ليس في الدار غيره ديار .
وقول آخر سوى الله والله ما في الوجود ، وقد بينت هذا المعنى في شرح حزب مولانا الشيخ
أبي الحسن البكري قدس الله سره السري عند قوله أستغفر الله مما سوى الله .
ومجمله أن المراد بالهلاك في الآية والبطلان في البيت إما بالفعل ; فينعدم كل مخلوق ; فيوجد في كل آن وهو المعني بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=29كل يوم هو في شأن وهو مذهب
ابن العربي وأتباعه
[ ص: 43 ] من المحققين بأن الجواهر كالأعراض لا تبقى زمانين أو المراد قبوله للبطلان والهلاك ، إذ المتعقل إما ثابت العدم كالمحال أو واجب القدم والبقاء كذات الله وصفاته من نعوت الكمال ، أو محتمل كالعالم وهو ما سواه ، وكله مما في صدد الزوال في نظر أرباب الأحوال . ثم المصراع الثاني . وكل نعيم لا محالة زائل .
أي من نعم الدنيا لقوله بعد ذلك نعيمك في الدنيا غرور وحسرة قال
الحنفي : لكنه لم يجر على لسانه - صلى الله عليه وسلم - قلت لا يجوز الجزم بذلك ، وقد جاء في رواية : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345511إن أصدق بيت قاله الشاعر " ، وفي رواية : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345512إن أصدق بيت قالته الشعراء " ، والبيت لا يطلق إلا على المصراعين ، وكثير ما يذكر أحد المصراعين للاكتفاء بالتنبيه عليه ، فتارة يؤتى بالمصراع الأول كما هنا ، وتارة بالمصراع الثاني كما في الحديث الأول ، فتأمل . ( وكاد ) أي : قارب (
nindex.php?page=showalam&ids=12467أمية ) بالتصغير ( ابن أبي الصلت ) بفتح ، فسكون أي :
ابن ربيعة الثقفي ( أن يسلم ) ; لأنه كان في شعره ينطق بالحقائق وقد كان متعبدا في الجاهلية من بين الخلائق ، ويتدين ويؤمن بالبعث لكنه أدرك الإسلام ، ولم يسلم .
( حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15573مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16349عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ) بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ كَمَرْمِيٍّ ( حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16490عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ) بِالتَّصْغِيرِ ( حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345510nindex.php?page=treesubj&link=23695إِنَّ أَصْدَقَ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ ) الْمُرَادُ بِالْكَلِمَةِ هُنَا الْقِطْعَةُ مِنَ الْكَلَامِ ( كَلِمَةُ لَبِيدٍ ) أَيْ :
ابْنِ رَبِيعَةَ الْعَامِرِيِّ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَنَةَ وَفْدِ قَوْمِهِ كَانَ شَرِيفًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَالْإِسْلَامِ نَزَلَ
الْكُوفَةَ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ ، وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ مِائَةٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً ، وَقِيلَ مِائَةٌ وَسَبْعٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ فُصَحَاءِ الْعَرَبِ ، وَشُعَرَائِهِمْ ، وَلَمَّا أَسْلَمَ لَمْ يَقُلْ شِعْرًا ، وَقَالَ يَكْفِينِي الْقُرْآنُ ، وَكَأَنَّهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَحْيَى مِنْ أَنْ يَقُولَ شَيْئًا بَعْدَ سَمَاعِهِ كَلَامَهُ تَعَالَى ، وَحَقَّقَ إِظْهَارَ الْمُعْجِزَةِ ، وَصِدْقَهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=51أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ أَوْ خَاضَ فِي لُجَجِ أَمْوَاجِ بِحَارِ الْعُلُومِ بِحَيْثُ أَنَّهُ مَا بَقِيَ لَهُ اشْتِغَالٌ بِغَيْرِهِ مِنَ الْعُلُومِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : جَمِيعُ الْعِلْمِ فِي الْقُرْآنِ لَكِنْ تَقَاصَرَ عَنْهُ أَفْهَامُ الرِّجَالِ .
وَلَعَلَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَتَمَثَّلُ بِالشِّعْرِ وَيَمْدَحُهُ أَحْيَانًا تَأَلُّفًا لِقُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَتَدَرُّجًا بِأَقْوَالِ الْعَارِفِينَ إِلَى كَلَامِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لِلْمُنَاسَبَةِ الْبَشَرِيَّةِ الْعَاجِزَةِ غَالِبًا عَنْ فَهْمِ الْأَسْرَارِ الْإِلَهِيَّةِ .
وَهَذَا وَجْهُ مَا حُكِيَ أَنَّ بَعْضَ الْمَشَايِخِ قَرَأَ حِزْبَهُ مِنَ الْقُرْآنِ بَعْدَ الصُّبْحِ وَرَقَةً بَعْدَ وَرَقَةٍ ، وَلَمْ يَحْصُلْ لَهُ وَجْدٌ وَذَوْقٌ وَرِقَّةٌ ثُمَّ حَضَرَ قَوَّالٌ ، وَأَنْشَدَ لَهُ شِعْرًا فَحَصَلَ لَهُ سَمَاعٌ ، وَتَوَاجُدٌ عَظِيمٌ بِحَسْبِ التَّوْفِيقِ ، وَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ : أَمَا تَعْذُرُونَ الْقَائِلِينَ فِي حَقِّي أَنَّهُ الزِّنْدِيقُ وَعَلَى الْجُمْلَةِ ; فَفِي الْحَدِيثِ مَنْقَبَةٌ شَرِيفَةٌ
لِلَبِيدٍ وَكَلِمَتِهِ (
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ
) فَأَلَا لِلتَّنْبِيهِ ، وَالْمُرَادُ بِالْبَاطِلِ : الْفَانِي الْمُضْمَحِلُّ ، وَإِنَّمَا كَانَ كَلَامُهُ أَصْدَقَ ؛ لِأَنَّهُ وَافَقَ أَصْدَقَ الْكَلَامِ فِي أَحَقِّ الْمَرَامِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ وَهُوَ زُبْدَةُ مَسْأَلَةِ التَّوْحِيدِ ، وَعُمْدَةُ كَلِمَةِ أَهْلِ التَّفْرِيدِ مِنْ قَوْلِ بَعْضِهِمْ لَيْسَ فِي الدَّارِ غَيْرُهُ دَيَّارٌ .
وَقَوْلُ آخَرَ سِوَى اللَّهِ وَاللَّهِ مَا فِي الْوُجُودِ ، وَقَدْ بَيَّنْتُ هَذَا الْمَعْنَى فِي شَرْحِ حِزْبِ مَوْلَانَا الشَّيْخِ
أَبِي الْحَسَنِ الْبَكْرِيِّ قَدَّسَ اللَّهُ سِرَّهُ السِّرِّيَّ عِنْدَ قَوْلِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا سِوَى اللَّهِ .
وَمُجْمَلُهُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْهَلَاكِ فِي الْآيَةِ وَالْبُطْلَانِ فِي الْبَيْتِ إِمَّا بِالْفِعْلِ ; فَيَنْعَدِمُ كُلُّ مَخْلُوقٍ ; فَيُوجَدُ فِي كُلِّ آنٍ وَهُوَ الْمَعْنِيُّ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=29كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ وَهُوَ مَذْهَبُ
ابْنِ الْعَرَبِيِّ وَأَتْبَاعِهِ
[ ص: 43 ] مِنَ الْمُحَقِّقِينَ بِأَنَّ الْجَوَاهِرَ كَالْأَعْرَاضِ لَا تَبْقَى زَمَانَيْنِ أَوِ الْمُرَادُ قَبُولُهُ لِلْبُطْلَانِ وَالْهَلَاكِ ، إِذِ الْمُتَعَقَّلُ إِمَّا ثَابِتُ الْعَدَمِ كَالْمُحَالِ أَوْ وَاجَبُ الْقِدَمِ وَالْبَقَاءِ كَذَاتِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ مِنْ نُعُوتِ الْكَمَالِ ، أَوْ مُحْتَمَلٌ كَالْعَالَمِ وَهُوَ مَا سِوَاهُ ، وَكُلُّهُ مِمَّا فِي صَدَدِ الزَّوَالِ فِي نَظَرِ أَرْبَابِ الْأَحْوَالِ . ثُمَّ الْمِصْرَاعُ الثَّانِي . وَكُلُّ نَعِيمٍ لَا مَحَالَةَ زَائِلُ .
أَيْ مِنْ نِعَمِ الدُّنْيَا لِقَوْلِهِ بَعْدَ ذَلِكَ نَعِيمُكَ فِي الدُّنْيَا غُرُورٌ وَحْسَرَةٌ قَالَ
الْحَنَفِيُّ : لِكِنَّهُ لَمْ يَجْرِ عَلَى لِسَانِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُلْتُ لَا يَجُوزُ الْجَزْمُ بِذَلِكَ ، وَقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345511إِنَّ أَصْدَقَ بَيْتٍ قَالَهُ الشَّاعِرُ " ، وَفِي رِوَايَةٍ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10345512إِنَّ أَصْدَقَ بَيْتٍ قَالَتْهُ الشُّعَرَاءُ " ، وَالْبَيْتُ لَا يُطْلَقُ إِلَّا عَلَى الْمِصْرَاعَيْنِ ، وَكَثِيرٌ مَا يُذْكَرُ أَحَدُ الْمِصْرَاعَيْنِ لِلِاكْتِفَاءِ بِالتَّنْبِيهِ عَلَيْهِ ، فَتَارَةً يُؤْتَى بِالْمِصْرَاعِ الْأَوَّلِ كَمَا هُنَا ، وَتَارَةً بِالْمِصْرَاعِ الثَّانِي كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ ، فَتَأَمَّلْ . ( وَكَادَ ) أَيْ : قَارَبَ (
nindex.php?page=showalam&ids=12467أُمَيَّةُ ) بِالتَّصْغِيرِ ( ابْنُ أَبِي الصَّلْتِ ) بِفَتْحٍ ، فَسُكُونٍ أَيْ :
ابْنُ رَبِيعَةَ الثَّقَفِيُّ ( أَنْ يُسْلِمَ ) ; لِأَنَّهُ كَانَ فِي شِعْرِهِ يَنْطِقُ بِالْحَقَائِقِ وَقَدْ كَانَ مُتَعَبِّدًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ بَيْنِ الْخَلَائِقِ ، وَيَتَدَيَّنُ وَيُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ لَكِنَّهُ أَدْرَكَ الْإِسْلَامَ ، وَلَمْ يُسْلِمْ .