الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3809 ) فصل : وتقبل شهادة الوكيل على موكله ; لعدم التهمة ، فإنه لا يجر بها نفعا ، ولا يدفع بها ضررا . وتقبل شهادته له فيما لم يوكله فيه ; لأنه لا يجر إلى نفسه نفعا . ولا تقبل شهادته له فيما هو وكيل فيه ; لأنه يثبت لنفسه حقا ، بدليل أنه إذا وكله في قبض حق ، فشهد به له ، ثبت استحقاق قبضه ، ولأنه خصم فيه ، بدليل أنه يملك المخاصمة فيه . فإن شهد بما كان وكيلا فيه بعد عزله ، لم تقبل أيضا ، سواء كان خاصم فيه بالوكالة أو لم يخاصم .

                                                                                                                                            وبهذا قال أبو يوسف ومحمد وقال أبو حنيفة إن كان لم يخاصم فيه ، قبلت شهادته ; لأنه لا حق له فيه ولم يخاصم فيه ، فأشبه ما لو لم يكن وكيلا فيه . وللشافعي قولان كالمذهبين . ولنا ، أنه بعقد الوكالة صار خصما فيه ، فلم تقبل شهادته فيه ، كما لو خاصم فيه ، وفارق ما لم يكن وكيلا فيه ; فإنه لم يكن خصما فيه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية