الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4068 ) فصل : وإذا كانت دار بين رجلين ، فادعى كل واحد منهما على صاحبه أنه يستحق ما في يديه بالشفعة ، سألناهما : متى ملكتماها ؟ فإن قالا : ملكناها دفعة واحدة . فلا شفعة لأحدهما على الآخر ; لأن الشفعة إنما تثبت بملك سابق في ملك متجدد بعده ، وإن قال كل واحد منهما : ملكي سابق . ولأحدهما بينة بما ادعاه ، قضي له ، وإن كان لكل واحد منهما بينة ، قدمنا أسبقهما تاريخا ، وإن شهدت بينة كل واحد منهما بسبق ملكه ، وتجدد ملك صاحبه ، تعارضتا .

                                                                                                                                            وإن لم تكن لكل واحد منهما بينة نظرنا إلى السابق بالدعوى ، فقدمنا دعواه ، وسألنا خصمه ، فإن أنكر ، فالقول قوله مع يمينه ; لأنه منكر ، فإن حلف ، سقطت دعوى الأول ، ثم تسمع دعوى الثاني على الأول ، فإن أنكر وحلف ، سقطت دعواهما جميعا . وإن ادعى الأول ، فنكل الثاني عن اليمين ، قضينا عليه ، ولم تسمع دعواه ; لأن خصمه قد استحق ملكه .

                                                                                                                                            وإن حلف الثاني ، ونكل الأول ، قضينا عليه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية