الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4076 ) فصل : وإذا حضر الثاني بعد أخذ الأول ، فأخذ نصف الشقص منه ، واقتسما ، ثم قدم الثالث ، فطالب بالشفعة ، وأخذ بها ، بطلت القسمة ; لأن هذا الثالث إذا أخذ بالشفعة ، كان كأنه مشارك في حال القسمة ، لثبوت حقه ، ولهذا لو باع المشتري ، ثم قدم الشفيع ، كان له إبطال البيع .

                                                                                                                                            فإن قيل : فكيف تصح القسمة ، وشريكهما الثالث غائب ؟ قلنا : يحتمل أن يكون وكل في القسمة قبل البيع ، أو قبل علمه به ، أو يكون الشريكان رفعا ذلك إلى الحاكم ، وطالباه بالقسمة عن الغائب ، فقاسمهما ، وبقي الغائب على شفعته . فإن قيل : فكيف تصح مقاسمتهما للشقص ، وحق الثالث ثابت فيه ؟ قلنا : ثبوت حق الشفعة لا يمنع التصرف ، بدليل أنه يصح بيعه وهبته وغيرهما ، ويملك الشفيع إبطاله ، كذا هاهنا .

                                                                                                                                            إذا ثبت هذا ، فإن الثالث إذا قدم فوجد أحد شريكيه غائبا ، أخذ من الحاضر ثلث ما في يده ; لأنه قدر ما يستحقه ، ثم إن قضى له القاضي على الغائب ، أخذ ثلث ما في يده أيضا ، وإن لم يقض له ، انتظر الغائب حتى يقدم ; لأنه موضع عذر .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية