( 4339 ) فصل : فأما المعادن الباطنة  ، وهي التي لا يوصل إليها إلا بالعمل والمؤنة ، كمعادن الذهب ، والفضة ، والحديد ، والنحاس ، والرصاص ، والبلور ، والفيروزج ، فإذا كانت ظاهرة ، لم تملك أيضا بالإحياء ; لما ذكرنا في التي قبلها . وإن لم تكن ظاهرة ، فحفرها إنسان وأظهرها ، لم يملكها بذلك ، في ظاهر المذهب ، وظاهر مذهب  الشافعي  ويحتمل أن يملكها بذلك . وهو قول  للشافعي    ; لأنه موات لا ينتفع به إلا بالعمل والمؤنة ، فملك بالإحياء ، كالأرض ، ولأنه بإظهاره تهيأ للانتفاع به ، من غير حاجة إلى تكرار ذلك العمل 
فأشبه الأرض إذا جاءها بماء أو حاطها . ووجه الأول ، أن الإحياء الذي يملك به هو العمارة التي تهيأ بها المحيي للانتفاع من غير تكرار عمل ، وهذا حفر وتخريب ، يحتاج إلى تكرار عند كل انتفاع . فإن قيل : فلو احتفر بئرا ملكها ، وملك حريمها . قلنا : البئر تهيأت للانتفاع بها من غير تجديد حفر ولا عمارة ، وهذه المعادن تحتاج عند كل انتفاع إلى عمل وعمارة ، فافترقا . قال أصحابنا : وليس للإمام إقطاعها ; لأنها لا تملك بالإحياء . والصحيح جواز ذلك ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم { أقطع لبلال بن الحارث  معادن القبلية ، جلسيها وغوريها   } رواه أبو داود  ، وغيره . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					