الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فأما ما يكون أعشارا في البدن كالأصابع يعني أصابع اليدين أو الرجلين فإن قطع أصابع اليد يوجب كمال الدية ; لما فيها من تفويت منفعة البطش ، والبطش بدون الأصابع لا يتحقق ، وفي كل أصبع عشر الدية هكذا روي في حديث سعيد بن المسيب { أن النبي عليه السلام قال وفي كل أصبع عشر من الإبل } ، وجميع ما ذكرنا مذكور فيما { كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم ، وفيها : وفي كل أصبع عشر من الإبل وفي كل سن خمس من الإبل } ، وهكذا رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان عمر رضي الله عنه في الابتداء يقول في الخنصر ست من الإبل ، وفي البنصر تسع من الإبل ، وفي الوسطى عشر ، وفي السبابة ، والإبهام خمس وعشرون ثم لما بلغه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع إلى الحديث فقال : الأصابع كلها سواء .

والذي تبيناه في أصابع اليد كذلك في أصابع الرجل ; لأن في قطعها تفويت منفعة المشي ، ومنفعة المشي كمنفعة البطش ، والصغير ، والكبير في جميع ما ذكرنا سواء ; لأن في أعضائه عرضة لهذه المنافع ما لم يصبها آفة ففي تفويتها تفويت المنفعة كما في حق الكبير .

التالي السابق


الخدمات العلمية