خطبة له - صلى الله عليه وسلم - في أيام التشريق
قال بعد حمد الله :
"
قال : ألا فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، إلى يوم تلقونه .
ثم قال : اسمعوا مني تعيشوا ، ألا لا تظالموا ، ألا لا تظالموا ، ألا لا تظالموا .
[ ص: 131 ] ألا إنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه .
ألا إن كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية ، تحت قدمي هذه ؛ ألا وإن أول دم وضع دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب - كان مسترضعا في بني ليث ، فقتلته هذيل - .
ألا وإن كل ربا كان في الجاهلية موضوع ، ألا وإن الله تعالى قضى أن أول ربا يوضع : ربا عمي ؛ لكم العباس رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون .
ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم .
ألا لا ترجعوا بعدي كفارا ؛ يضرب بعضكم رقاب بعض .
ألا وإن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون ، ولكن في التحريش بينكم .
اتقوا الله في النساء ، فإنهن عندكم عوان ، لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإن لهن عليكم حقا ، ولكم عليهن حق : أن لا يوطئن فرشكم أحدا غيركم ؛ فإن خفتم نشوزهن فعظوهن ، واهجروهن في المضاجع ، واضربوهن ضربا غير مبرح ؛ ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف ؛ فإنما أخذتموهن بأمانة الله تعالى ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله .
[ ص: 132 ] ألا ومن كانت عنده أمانة ، فليؤدها إلى من ائتمنه عليها .
ثم بسط يده ، فقال : ألا هل بلغت ، ألا هل بلغت ؛ ليبلغ الشاهد الغائب ؛ فرب مبلغ أبلغ من سامع " . أيها الناس ؛ أتدرون في أي شهر أنتم ؟ وفي أي يوم أنتم ؟ وفي أي بلد أنتم ؟ قالوا : في يوم حرام ، وشهر حرام ، وبلد حرام .