[ ص: 298 ] فصل 
إن قيل : هل من شرط المعجز أن يعلم أنه أتى به من ظهر عليه  ؟ 
قيل : لا بد من ذلك ؛ لأنا إن لم نعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الذي أتى بالقرآن ، وظهر ذلك من جهته - لم يمكن أن نستدل به على نبوته . 
وعلى هذا لو تلقى رجل منه سورة ، فأتى بها بلدا ، وادعى ظهورها عليه ، وأنها معجزة له - لم تقم الحجة عليهم حتى يبحثوا ويتبينوا أنها ظهرت عليه . 
وقد تحققنا أن القرآن أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وظهر من جهته ، وجعله علما على نبوته ، وعلمنا ذلك ضرورة فصار حجة علينا . 
				
						
						
