الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( والأظهر ) الجديد ( أن ) ( قوله ) لها أنت ( كيدها أو بطنها أو صدرها ) ونحوها من كل عضو لا يذكر للكرامة ( ظهار ) لأنه عضو يحرم التلذذ به فكان كالظهر ، [ ص: 83 ] والثاني أنه ليس بظهار لأنه ليس على صورة الظهار المعهودة في الجاهلية ( وكذا ) قوله أنت علي ( كعينها ) أو رأسها أو نحو ذلك مما يحتمل الكرامة كأنت كأمي أو روحها أو وجهها ظهار ( إن قصد ) به ( ظهارا ) لأنه نوى ما يحتمله اللفظ ( وإن قصد كرامة فلا ) يكون ظهارا لذلك ( وكذا إن أطلق في الأصح ) لاحتماله الكرامة وغلب لأن الأصل عدم الحرمة والكفارة . والثاني يحمل على الظهار ، واختاره الإمام والغزالي لأن اللفظ صريح في التشبيه ببعض أجزاء الأم .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : والأظهر الجديد ) أشار به إلى أن القديم بخلافه ولا يرد على المصنف لجواز أن فيه خلافا على الجديد فعبر بالأظهر نظرا له ( قوله أنت كيدها ) شمل المتصل والمنفصل ا هـ سم على حج : أي فهو من باب التعبير بالبعض عن الكل لا من باب السراية ، وعبارة ع : قوله والأظهر أن قوله إلخ قال الزركشي : لم يتعرضوا هنا لكون ذلك بطريق التعبير بالبعض عن الكل أو السراية ، وقضية التشبيه مجيئه ا هـ . ووددت لو كان نبه على ذلك عند قول المنهاج الآتي وقوله رأسك أو ظهرك أو يدك ا هـ . أقول : وينبغي اعتماد ما اقتضاه التشبيه على ما قاله الزركشي وأن الراجح فيه أنه من باب السراية ، وعليه فلو قال لمقطوعة يمين يمينك علي كظهر أمي لم يكن مظاهرا ( قوله : لا يذكر للكرامة ) أي وهو من الأعضاء الظاهرة [ ص: 83 ] كما يأتي في قوله ويأتي ذلك في عضو المحرم ( قوله : فلا يكون ظهارا لذلك ) أي لقوله لأنه نوى إلخ .




                                                                                                                            الخدمات العلمية