الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4491 262 - حدثنا إسماعيل ، حدثنا أخي ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يلقى إبراهيم أباه فيقول : يا رب ، إنك وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون ! فيقول الله : إني حرمت الجنة على الكافرين .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر عن سعيد عن أبي هريرة بلا واسطة أبيه ، وسعيد قد سمع عن أبيه عن أبي هريرة وسمع أيضا عن أبي هريرة ، وذا لا يقدح في صحة الحديث ، وإسماعيل : هو ابن أبي أويس ، واسمه عبد الله ، يروي عن أخيه عبد الحميد بن أبي ذئب ، إلى آخره . والحديث قد مضى في أحاديث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لا تخزني " ، فإن قيل : إذا أدخل الله أباه في النار فقد أخزاه لقوله إنك من تدخل النار فقد أخزيته وخزي الوالد خزي الولد ، فيلزم الخلف في الوعد ، وأنه محال ، وأجيب لو لم يدخل النار لزم الخلف في الوعيد ، وهذا هو المراد بقوله " حرمت الجنة على الكافرين " ، ويجاب أيضا بأن أباه يمسخ إلى صورة ذيخ ، بكسر الذال المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره خاء معجمة ، أي : ضبع ، ويلقى في النار فلا خزي حيث لا تبقى له صورته التي هي سبب الخزي ، فهو عمل بالوعد والوعيد كليهما ، وقيل : الوعد مشروط بالإيمان ، كما أن الاستغفار له كان عن موعدة وعدها إياه ، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية