الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  ( شطأه شطء السنبل تنبت الحبة عشرا ، وثمانيا ، وسبعا فيقوى بعضه ببعض ، فذاك قوله تعالى فآزره قواه ، ولو كانت واحدة لم تقم على ساق ، وهو مثل ضربه الله للنبي - صلى الله عليه وسلم - إذ خرج وحده ثم قواه بأصحابه كما قوى الحبة بما ينبت منها ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قوله : " شطأه شطء السنبل " إلى آخره ليس بمذكور في بعض النسخ ولا الشراح ، تعرضوا لشرحه ، قوله : " تنبت " من الإنبات ، قوله : " وثمانيا وسبعا " ، ويروى : أو ثمانيا أو سبعا ، وكلمة " أو " للتنويع ، أي تنبت الحبة الواحدة عشرة سنابل ، وتارة ثمان سنابل ، وتارة سبع سنابل ، قال الله تعالى كمثل حبة أنبتت سبع سنابل قوله : " وهو مثل ضربه الله " إلى آخره ، وفي التفسير : وهو مثل ضربه الله تعالى لأصحاب محمد - صلى الله تعالى عليه وسلم - يعني أنهم يكونون قليلا ثم يزدادون ويكثرون ويقوون ، وعن قتادة : مثل أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - في الإنجيل مكتوب أنه سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، قوله : " إذ خرج " أي حين خرج وحده ، يحتمل أن يكون المراد حين خرج على كفار مكة وحده يدعوهم [ ص: 175 ] إلى الإيمان بالله ، ثم قواه الله تعالى بإسلام من أسلم منهم في مكة ، ويحتمل أن يكون حين خرج من بيته وحده حين اجتمع الكفار على أذاه ، ثم رافقه أبو بكر ، ثم لما دخل المدينة قواه بالأنصار .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية