الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4620 397 - حدثنا عمرو بن خالد ، حدثنا زهير بن معاوية ، حدثنا أبو إسحاق قال : سمعت زيد بن أرقم قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر أصاب الناس فيه شدة ، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله ، وقال : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأرسل إلى عبد الله بن أبي فسأله فاجتهد يمينه ما فعل ، قالوا : كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوقع في نفسي مما قالوا شدة حتى أنزل الله عز وجل تصديقي في : إذا جاءك المنافقون فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم ، فلووا رؤوسهم . وقوله : خشب مسندة قال كانوا رجالا أجمل شيء

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا أيضا طريق آخر في حديث زيد بن أرقم أخرجه عن عمرو بن خالد الجزري عن زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عمرو السبيعي . قوله : " شدة " ، أي من جهة قلة الزاد . قوله : " فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته " قال الكرماني : قال في الحديث المتقدم : فذكرت لعمي ، فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم يعني بينهما تناف ، ثم أجاب أن الإخبار أعم من أن يكون بنفسه أو بالواسطة ، قلت : الإخبار هنا لا يدل على العموم مع قوله : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكرنا الجواب عن هذا عن قريب . قوله : " فاجتهد يمينه " ، أي بذل وسعه في اليمين وبالغ فيها . قوله : " ما فعل " ، أي ما قال أطلق الفعل على القول لأن الفعل يعم الأفعال والأقوال . قوله : " كذب زيد رسول الله " بالتخفيف . قوله : " فلووا " بالتشديد ، أي حركوا وقرئ بالتخفيف أيضا . قوله : " خشب مسندة " تفسير لقوله تعجبك أجسامهم ، ووقع هذا في نفس الحديث وليس مدرجا ، وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن عمرو بن خالد شيخ البخاري فيه بهذه الزيادة " وخشب " بضمتين في قراءة الجمهور ، وقرأ أبو عمرو والكسائي والأعمش بإسكان الشين . قوله : " قال كانوا رجالا أجمل شيء " ، أي قال الله تعالى كأنهم خشب مسندة مع أنهم كانوا رجالا من أجمل الناس وأحسنهم ، وقد ذكرنا وجه الشبه فيه عن قريب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية