الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4631 وقال مجاهد : قوا أنفسكم وأهليكم أوصوا أنفسكم وأهليكم بتقوى الله وأدبوهم

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي قال مجاهد في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة أوصوا أنفسكم من الإيصاء ، المعنى : أوصوا أنفسكم بترك المعاصي وفعل الطاعات ، قوله : " وأهليكم " يعني مروهم بالخير وانهوهم عن الشر وعلموهم وأدبوهم ، هذا هو المعنى الصحيح الذي ذكره المفسرون ، وقال الزمخشري : قوا أنفسكم بترك المعاصي وفعل الطاعات ، وأهليكم بأن تأخذوهم بما تأخذون به أنفسكم ، وقرئ : " وأهلوكم " عطفا على واو : " قوا " كأنه قيل : قوا أنتم وأهلوكم أنفسكم ، وذكر الشراح هنا أشياء متعسفة أكثرها خارج عما تقتضيه القواعد ، فمن ذلك ما ذكره ابن التين بلفظ : قوا أهليكم أوفقوا أهليكم ، ونسب القاضي عياض هذه الرواية هكذا للقابسي وابن السكن ، ثم قال ابن التين : صوابه أوقوا قال : ونحو ذلك ذكر النحاس ، ولا أعرف للألف من أو ولا للفاء من قوله " فقوا " وجها ، قلت : كأنه جعل قوله : " أوفقوا " كلمتين إحداهما كلمة " أو " ، والثانية كلمة : " فقوا " ، وأصله بتقديم الفاء على القاف ، ثم ذكر أشياء متكلفة لم يذكرها أحد من المفسرين ، وذلك كله نشأ من جعله أوفقوا كلمتين ، وجعل الفاء مقدمة على القاف وليس كذلك ، فإنه كلمة واحدة والقاف مقدمة على الفاء ، والمعنى : أوقفوا أهليكم عن المعاصي وامنعوهم ، وقال ابن التين : والصواب على هذا حذف الألف لأنه ثلاثي من وقف ، قلت : لمن جعل هذا كلمة أن يقول : لا نسلم أنه من وقف بل من الإيقاف من المزيد لا من الثلاثي .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية