الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4657 [ ص: 288 ] 437 - حدثنا عبدان ، قال : أخبرني أبي ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء رضي الله عنه ، قال : أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير ، وابن أم مكتوم ، فجعلا يقرئاننا القرآن ، ثم جاء عمار ، وبلال ، وسعد ، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين ، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به ، حتى رأيت الولائد ، والصبيان يقولون : هذا رسول الله قد جاء ، فما جاء حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في سور مثلها .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في آخر الحديث ، وعبدان لقب عبد الله بن عثمان يروي عن أبيه عثمان بن جبلة المروزي ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم في باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وابن أم مكتوم " هو عمرو بن قيس القرشي العامري ، واسم أم مكتوم عاتكة ، وسعد هو ابن أبي وقاص أحد العشرة المبشرة بالجنة . قوله : " في عشرين " ، أي في جملة عشرين صحابيا . قوله : " الولائد " جمع وليدة ، وهي الصبية ، والأمة . قوله : " يقولون هذا رسول الله " ليس في رواية أبي ذر بعده صلى الله عليه وسلم ; لأن الصلاة عليه إنما شرعت في السنة الخامسة ، وهو قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وهذه الآية في الأحزاب ، ونزولها في السنة الخامسة على الصحيح ، وقال بعضهم : لا مانع أن تتقدم الآية المذكورة على معظم السورة، " قلت " : المانع موجود لعدم العلم بتقدم الآية المذكورة على معظم السورة ، وأيضا من أين علموا أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا بد منها على أي وجه كانت وقتئذ ، وأيضا من قال : إن لفظ صلى الله عليه وسلم من صلب الرواية من لفظ الصحابي ، ويحتمل أن يكون صدر ذلك ممن دونه ، وقال بعضهم : وقد صرحوا بأنه يندب أن يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، " قلت " : مذهب الإمام أبي جعفر الطحاوي أنه تجب الصلاة عليه كلما ذكر اسمه . قوله : " في سور مثلها " ، أي قرأت سبح اسم ربك الأعلى مع سور أخرى مثلها ، وقد مر في رواية الهجرة في سور من المفصل .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية