[ المسألة ] الرابعة
أهل الكتاب " لا يشمل الأمة إلا بدليل منفصل ، لأن اللفظ قاصر عليهم ، قال الخطاب " بيا في مسودته الأصولية هو على وجهين . أبو البركات بن تيمية
أحدهما : خطاب على لسان محمد صلى الله عليه وسلم كقوله : { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم } { يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي } فهذا حكم سائر الناس فيه حكم بني إسرائيل ، وأهل الكتاب إن شاركوهم في المعنى دخلوا وإلا فلا ، لأن بني إسرائيل وأهل الكتاب صنف من المأمورين بالقرآن ، نظير فيه الخلاف المشهور . خطابه لواحد من الأمة يثبت الحكم في حق مثله ، ثم هل عم عرفا أو عقلا ؟
والثاني : خطابه لهم على لسان موسى وغيره من الأنبياء ، فهي مسألة شرع من قبلنا ، والحكم هنا لا يثبت بطريق العموم الخطابي قطعا ، لكن يثبت بطريق الاعتبار العقلي عند الجمهور ، كما دل عليه قوله تعالى : { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } وقوله : { فاعتبروا يا أولي الأبصار } ونحوه ، والحاصل أن العموم يكون تارة للأشخاص ، وتارة للأفعال ، وفي كلا الموضعين يعم ، [ ص: 250 ] وهل هو بالوضع اللغوي ، أو بالعبارة العرفية ، أو بالعبرة العقلية ؟