وقوله: أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما   يجوز أن يكون] المعنى: مما عملناه بقوتنا وقدرتنا، ويجوز أن يكون على معنى تحقيق إضافة الملك إلى المالك. 
وقد قدمنا القول في معنى (اليد) ووجوهها. 
فهم لها مالكون  يعني: أنها مذللة لهم، وأنهم قادرون على تصريفها. 
وقوله: فمنها ركوبهم   : (الركوب): ما يركب، وحذف هاء التأنيث عند البصريين  على النسب، والأصل: (ركوبتهم) وكذلك روي عن  عائشة  رضي الله عنها  [ ص: 412 ] أنها قرأت: {ركوبتهم} وكانت التاء الأصل عند الكوفيين;  ليفرق بين (فاعل) و (مفعول) نحو: (امرأة صبور، وشكور) ونظائره مما هو بمعنى {فاعل} و (ناقة حلوبة وركوبة) وشبههما مما هو بمعنى: (مفعول). 
وقوله: لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون   : روي في الخبر:  (أنه يمثل لكل قوم ما كانوا يعبدونه في الدنيا من دون الله، فيتبعونه إلى النار، فهم لهم جند محضرون).
 قتادة   : المعنى: أنهم يغضبون آلهتهم في الدنيا. 
وقيل: المعنى: أنهم يعبدون الآلهة، ويقومون بها، فهم لها بمنزلة الجند، وهي لا تستطيع أن تنصرهم. 
وقوله: فلا يحزنك قولهم  يعني: قول الذي قال: قال من يحيي العظام وهي رميم  قال  ابن عباس   : هو عبد الله بن أبي.  
 مجاهد  ، و  الحسن  ، وغيرهما: هو أبي بن خلف  الذي قتله النبي صلى الله عليه وسلم. 
وقيل: أمية بن خلف،  قال  الحسن   : أتى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بعظم قد بلي، فقال:  [ ص: 413 ] يا محمد; أتزعم أن الله يبعث هذا؟! فنزلت الآيات فيه.  
 سعيد بن جبير   : هو العاصي بن وائل السهمي.  
وفي الآيات دليل على صحة القياس;  لأن الله تعالى احتج على منكري البعث بالنشأة الأولى. 
وقوله: من يحيي العظام وهي رميم  أي: بالية، يقال: (رم العظم) فهو (رميم) و (رمام). 
وقوله: الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا  يعني: خروج النار من العيدان الخضر التي تحك العرب بعضها إلى بعض، فتخرج منها النار، وفيها الرطوبة التي هي ضرب من الماء. 
وقوله: أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى   : هذا أيضا احتجاج عليهم بأن الذي خلق السماوات والأرض على عظمها قادر على إعادة الخلق، و {بلى} تأتي بعد النفي، فتحقق الإيجاب، ولو جاءت في موضعها (نعم) لحققت النفي، وانقلب المعنى. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					