الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4640 باب صلة الرحم ، وإن قطعوا

                                                                                                                              وهو في النووي ، في (الباب الماضي) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص115 ج16 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ؛ أن رجلا قال : يا رسول الله ! إن لي قرابة ، أصلهم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم ويجهلون علي . فقال : "لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل . ولا يزال معك -من الله- ظهير عليهم : ما دمت على ذلك" ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رجلا) لم يسم (قال : يا رسول الله ! إن لي قرابة ، أصلهم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم) بضم اللام (وهم يجهلون علي) .

                                                                                                                              والجهل" هنا : القبيح من القول .

                                                                                                                              (فقال : لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم) : بضم التاء ، وكسر السين ، وتشديد الفاء (المل) بفتح الميم : الرماد الحار . أي : كأنما [ ص: 70 ] تطعمهم المل . وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم : بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم . ولا شيء على هذا المحسن ، بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته ، وإدخالهم الأذى عليه .

                                                                                                                              وقيل : معناه : إنك بالإحسان إليهم : تخزيهم ، وتحقرهم في أنفسهم ، لكثرة إحسانك ، وقبيح فعلهم . من الخزي والحقارة عند أنفسهم . كمن يسف المل .

                                                                                                                              وقيل : ذلك الذي يأكلونه ، من إحسانك : كالمل يحرق أحشاءهم . والله أعلم .

                                                                                                                              (ولا يزال معك من الله : ظهير عليهم) . "الظهير" أي : المعين ، الدافع لأذاهم .

                                                                                                                              (ما دمت على ذلك) الحال . أي : من الصلة ، والإحسان ، والحلم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية