الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4671 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي ، في (الباب السابق المذكور) .

                                                                                                                              [ ص: 139 ] (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص130 ج16 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ، قال : لما نزلت : من يعمل سوءا يجز به بلغت من المسلمين مبلغا شديدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قاربوا وسددوا ؛ ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة ، حتى النكبة ينكبها ، أو الشوكة يشاكها" ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : لما نزلت : من يعمل سوءا يجز به ، بلغت من المسلمين مبلغا شديدا . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قاربوا) أي : اقتصدوا ، فلا تغلوا ، ولا تقصروا ، بل توسطوا .

                                                                                                                              (وسددوا) أي : اقصدوا السداد ، وهو الصواب .

                                                                                                                              (ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة ، حتى النكبة ينكبها) . وهي مثل : "العثرة يعثرها برجله" . وربما جرحت إصبعه .

                                                                                                                              وأصل "النكب" : الكب ، والقلب .

                                                                                                                              (أو الشوكة يشاكها) .

                                                                                                                              قلت : ويدل هذا اللفظ -بإشارة النص- ، على حصول الكفارة على أذى البق ، والبرغوث ، والفسافس ، ونحوها من الحشرات المؤذيات ، [ ص: 140 ] التي شك : أن ألمها أشد من ألم الأشواك والنكبات . وقلما يخلو موسم من مواسم الزمان ، وبلد من بلاد الدنيا لا تكون تلك فيها . والله أعلم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية