الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4615 باب في ذكر مصر وأهلها

                                                                                                                              وقال النووي (باب وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم : بأهل مصر) .

                                                                                                                              [ ص: 32 ] (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص97 ج16 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنكم ستفتحون مصر ، وهي أرض ، يسمى فيها القيراط . فإذا فتحتموها : فأحسنوا إلى أهلها ، فإن لهم ذمة ورحما -أو قال : ذمة وصهرا- فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها ، في موضع لبنة : فاخرج منها" . قال : فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة : يختصمان في موضع لبنة ، فخرجت منها ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنكم ستفتحون مصر ، وهي أرض ، يسمى فيها القيراط . فإذا فتحتموها ، فأحسنوا إلى أهلها) .

                                                                                                                              وفي رواية أخرى : "فاستوصوا بأهلها خيرا" . (فإن لهم ذمة ورحما . أو قال : ذمة وصهرا) .

                                                                                                                              قال أهل العلم : "القيراط" : جزء من أجزاء الدينار ، والدرهم ، وغيرهما . وكان أهل مصر يكثرون من استعماله ، والتكلم به .

                                                                                                                              وأما "الذمة" فهي الحرمة ، والحق . وهي هنا بمعنى : "الذمام" .

                                                                                                                              وأما "الرحم" : فلكون هاجر "أم إسماعيل" منهم .

                                                                                                                              [ ص: 33 ] وأما "الصهر" : فلكون مارية "أم إبراهيم" منهم .

                                                                                                                              (فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها ، في موضع لبنة ، فاخرج منها . قال : فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة ، وأخاه ربيعة ، يختصمان : في موضع لبنة ، فخرجت منها) .

                                                                                                                              في هذا الحديث : معجزات ظاهرة ، لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛

                                                                                                                              منها إخباره بأن الأمة ، تكون لهم قوة وشوكة بعده ، بحيث يقهرون العجم والجبابرة .

                                                                                                                              ومنها : أنهم يفتحون مصر .

                                                                                                                              ومنها : تنازع الرجلين في موضع اللبنة .

                                                                                                                              ووقع كل ذلك . ولله الحمد .




                                                                                                                              الخدمات العلمية