الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4755 باب في الذي يقول : هلك الناس

                                                                                                                              وعبارة النووي : (باب النهي عن قول : هلك الناس) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص175 ج16 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : "إذا قال الرجل : هلك الناس ، فهو أهلكهم" .

                                                                                                                              قال أبو إسحاق : لا أدري : "أهلكهم" بالنصب أو "أهلكهم" بالرفع) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : إذا قال العبد) وفي رواية : "الرجل" : (هلك الناس ! فهو أهلكهم . قال أبو إسحاق . وهو ابن محمد بن سفيان : لا أدري : "أهلكهم" بالنصب . أو "أهلكهم" بالرفع) .

                                                                                                                              قال النووي : والرفع : أشهر . ويؤيده : أنه جاء في رواية (حلية الأولياء) : "فهو من أهلكهم" .

                                                                                                                              [ ص: 196 ] قال الحميدي -في الجمع بين الصحيحين- : الرفع أشهر . ومعناها : أشدهم هلاكا .

                                                                                                                              وأما رواية الفتح ؛ فمعناها : هو جعلهم هالكين ، لا أنهم "هلكوا" في الحقيقة .

                                                                                                                              واتفق العلماء : على أن هذا الذم ، إنما هو فيمن قاله على سبيل الإزراء على الناس ، واحتقارهم ، وتفضيل نفسه عليهم ، وتقبيح أحوالهم . لأنه لا يعلم سر الله في خلقه .

                                                                                                                              قالوا : فأما من قال ذلك ، تحزنا لما يرى في نفسه ، وفي الناس : من النقص في أمر الدين : فلا بأس عليه . كما قال : لا أعرف من أمة النبي صلى الله عليه وسلم : إلا أنهم يصلون جميعا . هكذا فسره الإمام مالك ، وتابعه الناس عليه .

                                                                                                                              وقال الخطابي : معناه : لا يزال الرجل يعيب الناس ، ويذكر مساويهم ، ويقول : فسد الناس ، وهلكوا ، ونحو ذلك . فإذا فعل ذلك ، فهو أهلكهم . أي : أسوأ حالا منهم ؛ بما يلحقه من الإثم في عيبهم ، والوقيعة فيهم . وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه ، ورؤيته : أنه خير منهم . والله أعلم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية