الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4791 باب في خواتم الأعمال

                                                                                                                              وأورده النووي في (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 199، ج 16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الرجل ليعمل -الزمن الطويل- بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار. وإن الرجل ليعمل -الزمن الطويل- بعمل أهل النار، ثم يختم له عمله: بعمل أهل الجنة») .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: «إن الرجل ليعمل -الزمن الطويل- بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله: بعمل أهل النار. وإن الرجل ليعمل -الزمن الطويل- بعمل أهل النار، ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة) .

                                                                                                                              وفي حديث «سهل بن سعد الساعدي» يرفعه، عند مسلم: «إن الرجل ليعمل عمل الجنة -فيما يبدو للناس- وهو من أهل النار. وإن الرجل ليعمل عمل النار -فيما يبدو للناس- وهو من أهل الجنة» زاد [ ص: 367 ] البخاري : «وإنما الأعمال بخواتيمها».

                                                                                                                              وفيه: أن العمل السابق لا عبرة به، وإنما المعتبر العمل الذي ختم به. فكم من صالحي المبادي يختم لهم بالسوء! وكم من فاسديها يختم لهم بالحسنى!

                                                                                                                              وفيه: حث على مواظبة الطاعات، ومراقبة الأوقات. وعلى حفظها عن معاصي الله؛ خوفا أن يكون ذلك آخر عمره.

                                                                                                                              وفيه: زجر عن العجب والفرح بالأعمال؛ فرب متكل هو مغرور، ورب مأزور هو مغفور؛ فإن العبد لا يدري ماذا يصيبه في العاقبة والغاية.

                                                                                                                              [ ص: 368 ] فهذا الحديث: من الترهيب، والتخويف، والإنذار بمكان لا يخفى.

                                                                                                                              وفيه أيضا: الترغيب لأهل المعاصي في الرجوع إلى الطاعات، وعدم القنوط من رحمة الله تعالى، الغافر لجميع الذنوب، الساتر لتمام العيوب. اللهم! يا ربنا! اختم أعمالنا بعمل أهل الجنة، ونعوذ بك من النار وأهلها وأهوالها: برحمتك يا أرحم الراحمين!




                                                                                                                              الخدمات العلمية