[ ص: 103 ] الباب الثاني عشر  
في المجمل والمبين ، وفيه ستة فصول  
الفصل الأول : في معنى ألفاظه .  
فالمبين   هو : اللفظ الدال بالوضع على معنى إما بالأصالة ، وإما بعد البيان .  
والمجمل   هو : الدائر بين احتمالين ، فصاعدا إما بسبب الوضع ، وهو المشترك ، أو من جهة العقل كالمتواطئ بالنسبة إلى جزئياته ، فكل مشترك مجمل ، وليس كل مجمل مشتركا .  
وقد يكون اللفظ مبينا من وجه ، مجملا من وجه كقوله تعالى : (  وآتوا حقه يوم حصاده      ) . فإنه مبين في الحق مجمل في مقداره .  
والمؤول   هو : الاحتمال الخفي مع الظاهر مأخوذ من المآل إما لأنه يئول إلى الظهور بسبب الدليل العاضد ، أو لأن العقل يئول إلى فهمه بعد فهم الظاهر ، وهذا وصف له بما هو موصوف به في الوقت الحاضر ، فيكون حقيقة ، وفي الأول باعتبار ما يصير إليه ، وقد لا يقع ، فيكون مجازا مطلقا .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					